الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أظهر لخطيبي كل مشاعري قبل الزواج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا على تواصل مع خطيبي، وهو متزوج من قبل، وعمره 47، وشعرت من خلال حواري معه أنه يفتقد للعاطفة، ويريد من يقابله شعور الاهتمام، ويحاول دائما فهم شعوري تجاهه، فمثلا يسألني أحيانا، هل تشعرين بتضجر من الحديث معي، وإذا تأخرت يوما ولم أتواصل معه يفهم أني لا أفكر فيه وغير مهتمة.

مع العلم أني أشعر بارتياح له، وأحب الحديث معه، لكن أتحرج أحيانا من إبداء كل مشاعري، والتلفظ معه بكلمات تدل على التعلق به مثلا..

أحاول أن أبدو ثقيلة نوعا ما، وهو يفهم أن هذا عدم ارتياح مني أو عدم اهتمام، وبينت له أن فترات الخطوبة لا تظهر فيها كل المشاعر..

فهل تؤيدون أن أظهر له كل مشاعري قبل الزواج؟ وأن أكون معه بأريحية أكثر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين خطيبك على الخير، وأن يُبارك لكما، وأن يُبارك عليكما، وأن يجلب لكما السعادة والاستقرار.

لا يخفى عليك أن فترة الخطبة هي فترة لمزيد من التعارف، والخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا التوسّع معها في الكلام.

وعليه: فلا مانع من أن يكون بينكما تواصل في الموضوعات المهمَّة المتعلِّقة بمستقبل الأسرة، أو السؤال عن الحال، والسؤال عن العمل، أو السؤال عن التخطيط للمستقبل، أو نحو ذلك من الأمور المهمة، ولكن الكلام العاطفي لا ننصح بالدخول في هذا الباب، وعليه أن يُعجّل بتحويل الخطبة إلى عقد زواج، حتى تُتاح له فرصة الكلام في الأمور الأخرى، بل نحن نؤيد الاستعجال بإكمال المراسيم؛ لأنه (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

وعليه يمكن أن تُظهري الاهتمام به، وتُطالبي أيضًا تحويل هذه الخطبة إلى عقد شرعي رسمي، ونسأل الله أن يكتب لكم السعادة والاستقرار.

ولا ننصح بإخفاء المشاعر، يعني: يكفي أن تقولي: (أنا أرتاح لما أتكلم معك، وأسعدُ بالتواصل معك، ولكن حتى نخرج من الحرج الشرعي والتوسع في ميدان العواطف علينا أن نُكمل هذا المشوار)، ثم يكون منكم سعي في إزالة العوائق والعقبات التي تحول بينكم وبين إكمال مراسيم الزواج.

فإظهار المشاعر بطريقة وكلام عام، وإظهار الرغبة في إكمال المشوار هذا مهم، لكن التفاصيل العاطفية والانطلاقة في الحديث بلا قيود وبلا حدود؛ هو لا يجوزُ أصلاً في مرحلة الخطبة، وإذا أرادَ – أو إذا أردتم هذا – فعليه أن يحوّلها إلى عقد نكاح، بل عليه أن يُكمل المراسيم، وعندها يُصبح كلُّ شيءٍ متاحا بين الزوجين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك الخير والسعادة والتوفيق.

وأرجو أن تصله رسالة تُشعره بما يخاف منه، فهو إذا بحث عن الاهتمام فليشعر أنك مُهتمّة به، وأنك تسعدين بالتواصل معه، ولكن سعادتك تكتمل بإكمال مراسيم الزواج، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، وأن يُعيننا وإياكم على الاحتكام بقواعد الشرع وضوابطه في كل مراحل حياتنا؛ حتى يُبارك لنا ربُّنا تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، وهذه وصيتُنا للجميع بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً