الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج مشكلة اللامبالاة في التعامل مع زوجي وبيتي؟

السؤال

السلام عليكم ..

متزوجة منذ ٤ سنوات، أعاني من اللامبالاة مع زوجي، فهو يريد مني الاهتمام به بعد نوم الطفلة، هو يحب الاهتمام بأدق التفاصيل، وكريم على بيته، مشكلتي أنني لا أبالي بشيء، إذا نمت والطبخ غير جاهز فالأمر عادي عندي، وإذا حزن زوجي لا أبالي.

زوجي دائما حزين بسببي، وأنا تعبت، لا أستطيع تقديم شيء له، وحتى لطفلي نفس الموضوع، إذا طلب ماء أتأفف، وأعاني من التقصير في الصلاة، حياتي أصبحت كارثية وأفكر بالطلاق لأريحه، أنا حزينة عليه كثيرا.

فكرت في زيارة طبيب نفسي، لكنه صعب بسبب عائق اللغة، وأخاف من الموت؛ لأنني مؤكد أنني سأدخل النار بسبب أفعالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Farah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا ..

إنه ومن الرائع استشعار النعم وحمد الله عليها، فسبحانه وتعالى أنعم عليك بزوج صالح يحبك ويخاف الله فيك، وأنعم عليك بالذرية فلم يذرك فردا، وحقق حلم الأمومة الذي قد حرم منه الكثيرون، وأنعم عليك بالصحة والعافية، والكثير من النعم التي لو أمعنت التفكير فيها قليلا ستجدين أن هناك من يتمنى الحصول عليها وقد حرم منها لحكمة، الله وحده من يعلمها، لذا يجب أن تستشعري مدى حب الله لك، وأن تفكري أيضا بكيفية الحفاظ على هذه النعم من الزوال لا قدر الله.

من الطبيعي أن تنتاب الإنسان نتيجة الروتين اليومي حالات من الملل واللامبالاة، وعدم الرغبة في ممارسة أي نشاط، وخاصة النساء، فتقلب الهرمونات، وتغير الحالة المزاجية للمرأة خلال أوقات معينة من الشهر قد يكون لها الأثر الرئيس في تصرفاتها وسلوكياتها، فينعكس ذلك سلبا على نفسها أولا، وعلى المحيطين بها ثانيا، فيحدث ما تشعرين به من عدم اكتراث ولا مبالاة وتبلد في المشاعر والانفعالات السريعة لأدني الأمور.

فيجب عليك الآن تدارك الأمر في أسرع وقت ممكن؛ لأن الأمر أصبح يهدد استقرار أسرتك، فهذا الزوج الهادئ الذي يتقبل حالاتك لن يستمر على هذا الحال فترات طويلة، فسيجيء اليوم الذي لن يتمكن من الاستمرار بتقبل التنازل عن حقوقه، سواء كانت الشرعية، أو الحقوق الاجتماعية من تعامل واهتمام، فبالتالي ستحدث فجوة تؤثر على سير العلاقة الزوجية، وستحدث أمور لا تحمد عقباها، قد تتفاوت حسب ردة فعل الأزواج كل حسب شخصيته وثقافته، فمن المؤكد أنك لا ترغبين في خسارة حياتك الزوجية والأسرية بسبب أمور من الممكن تداركها.

أول ما عليك القيام به هو:
زيارة الطبيب، وعمل فحوصات دم شاملة، وبالأخص تحاليل الغدة؛ فخمول الغدة قد يكون سببا في حالة الخمول التي تشعرين بها.

تنظيم ساعات النوم، وعدم تغيير الساعة البيولوجية للجسم، فمن الطبيعي أننا ننام في الليل ونستيقظ في الصباح، فاجعلي نومك منتظما؛ لأن الانتظام في النوم يسهم بشكل كبير في تنظيم عمل سائر أعضاء الجسم، والنوم الجيد يسهم في تفكير جيد، وبالتالي حياة مستقرة.

عمل جدول يومي متنوع الأنشطة تضعينه لنفسك حسب هواياتك وحسب ما ترغبين القيام به: كممارسة الرياضة، أو الرسم، أو القراءة.

اسعي للاهتمام بنفسك وبمظهرك، حددي لك وقتا يوميا، واطلعي على مسمى (كوني أنثى) اهتمي فيه بعمل جلسات عناية بالبشرة، أو تغيير لون شعرك، أو عمل جلسات عناية بالشعر، أو جلسة استرخاء، اختلي فيها بنفسك لمدة ساعة يوميا، جددي من خلالها الطاقة، واستعدي لبدء يوم جديد مفعم بالأمل والتجديد.

ابنك بحاجة إليك، ومن الطبيعي أن تتذمر الأمهات بعض الأحيان؛ فالأمومة تتطلب الجهد الكبير، فتقبلي أن للطفل احتياجاته، وأنه لا يعي بأن هناك وقتا للراحة يجب أن تنعمي به، خاصة وأن الطفل في عمر صغير.

تقاسموا الأدوار أنت وزوجك؛ فلا بأس من أن تطلبي منه مساعدتك في بعض الأمور المنزلية، ولا عيب في ذلك، حيث كان رسولنا الكريم صلوات الله عليه يساعد السيدة عائشة رضي الله عنها في بعض أمور المنزل، فلن ينقص هذا الأمر من رجولته شيئا، ولكن بمحاذير؛ أي أن تختاري الوقت المناسب عند طلبك لهذا الأمر، وأن تكون طريقة الطلب مهذبة لبقة.

يوسوس لك الشيطان بأنك فاشلة ولا تستطيعين أن تكوني زوجة صالحة وأما مربية، وقد يزين هذه الفكرة لك حتى تضعف همتك، وتستلمين لوساوسه، وتخسرين كل ما تمتلكين. كما أنه يريد أن يوصلك للقنوط وأنك من أصحاب النار، وهذا من الخطأ العظيم أن تظني بنفسك وربك هذا الظن، وهذا هو الذي يريده الشيطان، يريدك أن تقنطي من رحمة الله واليأس من رحمة الله كفر وضلال كما جاء في القرآن الكريم، عليك مقاومة هذه الوساوس وتوثيق الصلة بالله تعالى.

كوني كما أمرنا ديننا الحنيف متمسكة بكتاب الله وهدي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، جاهدي نفسك على عمل الطاعات، وأكثري من الأذكار والاستغفار، بحيث لا يجد الشيطان مدخلا يتسلل منه لنفسك، استغلي كل دقيقة في ذكره وطاعته فسيحفظك بحفظه جل في علاه.

أسأل الله لك أن يوفقك ويرعاك، ويحفظ لك أسرتك، وأن ينعم عليكم بالسعادة والسكينة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً