الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي المدة اللازمة لظهور مفعول الدواء؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أتناول الزيروكسات يونيروكس منذ ٣ أشهر ونصف، ولم أشعر بتحسن كبير، وخائف من أن الدواء لا يلائمني، علما بأني أتناول حبتين في اليوم منذ شهر، فمتى تظهر أقصى فاعلية للدواء؟

أرجو الإفادة بالتفصيل عن مفعول الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكر لك ثقتك في هذا الموقع، ونسأل الله أن يتقبّل مِنَّا ومنكم الطاعات في هذه الأيام الطيبة.

أخي الفاضل: أنت لم توضح التشخيص الذي على أساسه وُصف لك عقار (زيروكسات)، فهذا الدواء متعدِّد الاستعمالات، يُستعمل لعلاج الاكتئاب ولعلاج الرهاب ولعلاج المخاوف، ويُعطى أيضًا في حالات القلق وفي حالات الوسواس القهري. هنالك عدة حقيقة تشخيصات لاستعمال هذا الدواء.

عمومًا: جرعة الأربعين مليجرامًا التي تتناولها هي جرعة كافية، جرعة قوية جدًّا، تُعالج معظم الحالات التي ذكرناها. لكن الدواء لوحده لا يُعالج الحالات النفسية، الدواء يُشكّل أحد المحاور المهمَّة، وهنالك محاور علاجية أخرى: هنالك الجانب النفسي، والجانب الاجتماعي، والجانب الإسلامي كذلك، والحمد لله إمام، وقطعًا تستشعر أهمية الجانب الديني في العلاج.

أنا الآن أطمئنك أن هذا الزيروكسات دواء جيد وسليم وفاعل، والفعالية الحقيقية للدواء هي فعلاً تبدأ بعد أربعة أسابيع من بداية استعماله، لكن في بعض الناس قد تتأخر هذه الفعالية حتى 12 أسبوع، شاهدنا هذا أيها -الفاضل الكريم-، فأرجو ألَّا تتوقف عن الدواء، وأعطي الدواء فرصة لتجني إن شاء الله تعالى ثمار فعاليته، وحاول – وحسب تشخيص حالتك – أن تُفعِّل الآليات العلاجية الأخرى (النفسية، والاجتماعية، والإسلامية).

هذا بالنسبة للدواء، وكما ذكرتُ لك هو دواء سليم، ودواء فاعل جدًّا، ويُعتبر أيضًا من الأدوية السليمة نسبيًّا، لكن له بعض الآثار الجانبية، فهو قد يفتح الشهية نحو الطعام، كما أنه قد يُؤخِّر القذف المنوي عند الجماع، لكنّه قطعًا لا يخِلُّ بالصحة الذكورية أو الإنجابية عند الرجل، وأحد الأشياء المهمة جدًّا بالنسبة لهذا الدواء والتي يجب أن يُراعيها الذين يتناولون هذا العلاج، وهو أنه حين يتمّ التوقف من العلاج يجب أن يكون ذلك تدريجيًّا، فتناول هذا الدواء دائمًا تبدأ الجرعة تدريجيًّا، ثم تُبنى حتى تصل للجرعة العلاجية، وحين التوقف عنه يجب أن يكون ذلك أيضًا تدريجيًّا، لأن التوقف المتعجِّل قد يُؤدي إلى ما نسمّيه بالآثار الانسحابية، والتي تتمثّل في ظهور القلق والتوتر الناتج من سرعة التوقف من الدواء.

نقطة أخيرة أطمئنك بها عن الدواء، وهو أنه غير إدماني، وغير تعودي.
أرجو أن أكون قد أفدتُّك بما هو مطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً