الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعد سفري عقوقا لوالديّ؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا موظف حكومي بدخل مناسب، عشت في بلد ٣٢ سنة، وعانيت فيها من متطلبات الزواج، وأنا للتو سأبدأ حياتي، والحياة غالية، فأنا أصغر الأبناء عند والدي ووالدتي، وبعد التعب والإرهاق النفسي والعصبي وتكرار الرفض المجتمعي لظروفي المادية مع كبر سني قررت أن أغير وأنقل محل عملي لبلد صغير ثان بنية طلب الرزق، ومحاولة تقليل ضغوط الحياة، والزواج في المدن، لكني متردد وأشعر بأني لا أعرف كيف أتخذ القرار، ووالدي ووالدتي عندهم أخواتي الأكبر مني، فهل هذا عقوق وتخلي؟ كما أني
خائف من أن أسافر وأصطدم بأشياء جديدة من المعوقات، لأن عودتي ستكون صعبة نفسيا ووظيفيا.

فعظني بالله عليك فالوقت ضيق أمامي لاتخاذ القرار، فأنا استخرت واستشرت، وبنية طيبة سألت الله علامة قبول، والله لطيف كريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الفاضل – في الموقع، ونشكر لك حرصك على الخير واعترافك بفضل الله، وحرصك على بر والديك، ونسأل الله أن يوسّع عليك في الرزق، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا يخفى عليك أن مثل هذه القرارات – قرار الانتقال من المدينة إلى القرية أو العكس، أو القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته المعيشية أو الوظيفية – يحتاج فيها إلى أن يُشاور أهل الاختصاص، ويُشاور الزملاء، ويُشاور أصحاب الخبرة، ويُشاور مَن خاضوا مثل هذه التجربة، وعلى كل حال فالقرار الصحيح يُبنى على قراءات صحيحة وعلى مُقدِّمات صحيحة وعلى تأمُّلٍ في عواقب الأمور ومآلاتها والأشياء البديلة في حال حصول إشكال في هذا الانتقال للوظيفة أو للسكنة في مكانٍ مُعيَّن.

وإذا كنت ضمن هذه الأسرة فإن رأي الوالدين أساس كبير جدًّا، ومشاورتهم حول هذه المسألة، وحسن عرضها عليهم، لأنك تنتظر من الوالدين بعد الموافقة الدعاء، فإن بر الوالدين مفتاح للرزق ومفتاح للخير. كما أن رعايتك لمصلحة أفراد الأسرة والأرحام أيضًا بابٌ آخر من أبواب الرزق. والإنسان عليه أن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.

عليه: نحن نوصيك بالمزيد من الدراسة لهذا القرار، ومهما حصل بعد ذلك إذا اتخذت القرار لا تندم على ما يحدث، كل ذلك من تقدير الله تبارك وتعالى.

نوصيك بكثرة الاستغفار، لأنه مفتاح للرزق: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.

نوصيك بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن فيها ذهاب الهمّ والغم ومغفرة الذنب.

نوصيك بتقوى الله، فإن الله وعد أهل التقوى بالرزق، {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

نوصيك بالاستقامة على هذا الشرع، قال تعالى: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقًا}.

نوصيك بمساعدة الآخرين ليكون العظيم سبحانه وتعالى إلى حاجتك، بالإضافة إلى الوصية لك بالبر وصلة الرحم والإحسان إلى المحتاجين، فهذه مفاتيح للرزق.

نسأل الله أن يوسّع عليك الرزق، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع للتشاور، ونحن رأيُنا أن تُقدم على القرار بعد دراسة، ومن أساسيات الدراسة أن تسأل أصحاب الخبرة أو الذين خاضوا التجربة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً