الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس أن صدمات الطفولة قد أثرت عليّ سلبًا، وأريد أن أطور نفسي

السؤال

أنا مراهقة، لدي كبت جراء الطفولة، أنا ضائعة، هذا الوصف أثر على صحتي وتفكيري، لدي أمل قليل في أن أتحسن وأطور من نفسي، أحس أن صدمات الطفولة والتربية غير الجيدة أثرت علي سلباً، أحس أني غير متوازنة عقلياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك عزيزتي.

سؤالك هو أنك تشعرين بضياع كبير بسبب الكبت الذي بداخلك نتيجة صدمات وخبرات طفولتك السلبية، وتأثيرها على حياتك وصحتك, ورغبتك الآن بالتحسن والتطوير لنفسك، ولكن لا تعرفين من أين تبدئين.

- بداية دعينا نتفق أننا جميعاً نتعرض في طفولتنا لخبرات سلبية, قد تختلف نوعيتها ودرجة سوئها من شخص إلى آخر, وهذه الخبرات بطبيعة الحال لا تتركنا بحالنا, بل تؤثر علينا حينما نكبر بشكل أو بآخر, وتختلف درجة تأثيرها من شخص إلى آخر وفقاً إلى:

أسلوب التعامل مع الحدث الصادم بعد حدوثه، البنية الشخصية والقوة والصلابة النفسية للشخص، درجة تكرار الخبرات الصادمة، نمط المعاملة الوالدية مع الشخص في طفولته، وجود مشكلات صحية لدى الشخص، خبرات الشخص الحياتية اللاحقة، الإشباع العاطفي لديه، ووجود دائرة الدعم من حوله.

النقطة الهامة هنا هي كيف نتعامل الآن مع الآثار السلبية لخبرات طفولتنا, لنتمكن من تجاوزها بسلام والمُضي في حياتنا بصحة نفسية.

أريدك أن تتأكّدي عزيزتي أنك حينما تتعاملين مع خبرات طفولتك بشكل صحيح على المنحى النفسي, فإنك ستتمكنين من النجاح في التغلب عليها.

-لذا أتمنى منكِ أن تحافظي على الأمل لديكِ, بل أن تُزيدي منه ليكون عزيمة وثقة كبيرة داخلكِ بالتحسن, فاعلمي أنه يوجد العديد والعديد من الناس الذين تعرّضوا لحدث صادم في طفولتهم ولكنهم تغلبوا عليه وحقّقوا نجاحات عديدة في مستقبلهم, والأهم أنهم نجحوا من داخلهم في التصالح مع ما مرّوا به من ماضٍ بسلبياته وإيجابياته.

-الإنسان هو عبارة عن مزيج من خبرات حياتية متراكمة, تتفاعل مع أنماط شخصياتنا وأفكارنا, فتنتج لدينا أنماطاً معينة من المشاعر والسلوكيات، وتُولّد طريقة رؤيتنا لأنفسنا, قد تكون إيجابية أو سلبية "وفقاً لما سبق".

- بالتالي إنّ أهم خطوة ينبغي التركيز عليها لتجاوز مشكلتكِ هي: زيادة حصيلتك المعرفية والعمل على التغيير من طريقة تفكيرك وعلاج الأفكار السلبية لديك, حينها تأكدي أنك ستنجحين من تجاوز معاناتك, بل ستتمكنين أيضاً من تغيير نظرتك لنفسك لتصبح ايجابية, خالية من عدم تقدير الذات الذي لمستُهُ في كلماتكِ.

- لذا أنصحك عزيزتي بمواجهة أحزانك ومخاوفك, وعدم الهروب منها, وذلك من خلال:

إمّا ذهابك لاختصاصي نفسي, في منطقتك أو عبر الانترنت، فهناك العديد من المواقع التي تقدم هذا النوع من الخدمات النفسية, والبدء بجلسات نفسية، لا يكون فيها دواء, بل تعتمد على العلاج المعرفي السلوكي، فهذا النوع من العلاج يساعدك كثيراً في معالجة وتقويم أفكارك ومشاعرك بعد ما حدث لها من تشوه معرفي, وهذا النوع من العلاجات أنصحك به بشدة فهو يعطي نتيجة كبيرة في مثل حالتكِ.

من خلال إعادة مراسلتكِ لنا بعد أن تجلسي مع نفسك وتكتبي أهم المشكلات التي تعانين منها الآن, ورتبيها من الأكثر إلى الأقل شدة بالنسبة لكِ, واكتبي أيضاً قائمة بأكثر الأفكار السلبية المُسيطرة على تفكيرك خلال الفترة الحالية من حياتك.

حيث ستكون هذه الطريقة بمثابة وضع يدنا على أهم المشكلات لديكِ والبدء بمساعدتك على علاجها, وإعانتكِ في الخطوات العملية وفقاً لكل مشكلة تطرحينها, حيث تختلف الحلول بناءً على المشكلة نفسها وسببها, وبالتالي ستصبح مساعدتنا لك أكثر دقة, مما تعطيكِ فائدة أكبر إن شاء الله.

ختاماً: أرجو أن أكون قد أفدتكِ, وبانتظار مُراسلتك لنا مُجدداً عن قريب.

دمْتِ بحفظ الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً