الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فكرة أن أؤذي أمي تسيطر علي وتحرمني من النوم

السؤال

قبل شهرين تقريباً توفيت جدتي -رحمها الله-، وقبل أسبوعين تقريباً أتاني خاطر فجأة كأني أدعو على أمي بالموت، وبعدها بكم يوم كأنها ستموت بسببي وأني سأؤذيها، ولكني أحب أمي كثيراً.

والله إني متعبة نفسياً! لا أريد أن تأتي أشياء كهذه في عقلي، وأتخيل أشياء ليست جيدة أبداً، وبعدها أتعوذ بالله، ولكنها مستمرة معي، حتى وأنا نائمة تراودني الأفكار وأصحو من نومي خوفاً من أن أؤذيها أو أن أكره أمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

هذه وساوس شيطانية فاحذري أن تستقبليها أو أن تتحاوري معها ولا تفكري فيها أبدا، وعليك أن تحتقريها وتتعوذي بالله من الشيطان الرجيم فور ورودها؛ لأن قبولها والتفكير فيها والتحاور معها علامة ضعف عند الشيطان، وذلك هو أول خطوة يفرح بها الشيطان الرجيم يتسلل من خلالها ليورد عليك أنواع الوساوس يريد بذلك أن يفسد عليك حياتك.

هنالك حالات يستغلها الشيطان للبدء بالوسوسة للإنسان منها حالات الحزن الشديد ولعله استغل ذلك عندك؛ لأن الإنسان في حال الحزن ينعزل عن الناس فيأتيه الشيطان بوساوسه فإن وجد حالة ضعف عند هذا الإنسان بدأ معه، ما لم يحتقر تلك الوساوس ويرفضها.

احذري من اعتزال الحياة مع أهلك بل عليك في هذه المرحلة أن تكوني اجتماعية أكثر من قبل، وأن تكثري من التواصل بزميلاتك وتدعيهن إليك حتى تخرجي من هذه الأجواء.

لا تجعلي هذه الفكرة تسيطر على عقلك؛ لأن العقل إذا تشبع بهذه الفكرة يعني تواصل الهموم وتوارد الوساوس، والعقل إذا تشبع بفكرة معينة أعطى بقية الأعضاء الأوامر لتقبلها والتفاعل معها، فتسيطر الفكرة على الشخص في حالة اليقظة والمنام.

أوصيك أن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

اجعلي لنفسك وردا من القرآن يوميا بحيث تقرئين ورقتين بعد كل صلاة، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيجلب لك الطمأنينة، وسيكون حرزا لك من شر شياطين الإنس والجن.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يذهب عنك وساوس الشيطان الرجيم، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً