الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هلع وتزايد ضربات القلب وصداع.

السؤال

السلام عليكم.

حالتي بدأت قبل شهرين وقتها جاءني هبوط شديد أحسست بأن قلبي وقع مع دوار شديد وفي الحقيقة اعتقدت انني في حالة نزاع، وفجأة بدأت في الصراخ بأعلى صوتي، ومن ثم ذهبت للمستشفى، تم عمل لي تخطيط قلب، وكان كل شيء سليماً، وتم إعطائي محلولاً تحسنت عليه، وقيل لي إن الحالة بسبب توتر لا أكثر.

في اليوم الثاني جاءتني نفس الأعراض، وبدأت حالتي تزيد، ولا آكل ولا أشرب، ولا أعمل شيئاً سوى النوم.

تارة أعتقد بأني سأموت وملك الموت بجواري، وتارة لا أطيق الدنيا وأفكر بإنهاء حياتي، وأتألم وكأن بلاطة على صدري، وكل يوم حالتي في ازدياد، خصوصاً عند موت ابنة جيراننا.

في يوم ذهبت لمستشار نفسي وتم إعطائي فلوكستين ٢٠غم يومياً لم أتحسن إلا بعد أن تم إخباري بأن حالتي بسبب حسد، وتم علاجي بالقرآن، وفعلاً تحسنت حالتي وبدأت بالأكل والشرب والجلوس مع أهلي واللعب معهم، لكن القلق لم يزل، وعندها علمت أنه وسواس بدأت بتجاهله أياما أتغلب عليه، وأياما أنهار، لم أعد أحتمل، وبدأت دقات قلبي تتسارع، وألهث وأشعر بعطش شديد، وكأنني صائمة!

ذهبت إلى الصيدلاني، وقال لي: إنه من العلاج، وتم تخفيف الجرعة إلى ٢٠غم، يوماً بعد يوم، وفعلاً هذه الأعراض ذهبت، ولكن أعراض الصداع الشديد، أشعر بأني سأفقد الوعي، وكأن ما بداخل عقلي يرج ويرقص.

عندها أخذت قراراً بأن أوقف العلاج نهائياً، وأصبح لي أسبوع على إيقافه، الرجة في رأسي ذهبت، ولكن الدوار الشديد وألم صدري موجود، وتنميل في كامل جسمي، وأحياناً أشعر بأنني لا أرغب بالعيش، وبسبب الألم بعد ذلك أدعو الله أن يريحني ويأخد روحي أرحم لي من هذا الألم، ما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد عانيت في البداية – أختي الكريمة – من نوبة هلع واضحة، وعادةً نوبات الهلع عندما تتكرر تصير اضطراب هلع، واضطراب الهلع دائمًا تُصاحبه أعراض قلق وتوتر، وأحيانًا اكتئاب، وهذا ما حصل معك.

الإنسان يتحسّن أحيانًا عندما يشعر بأن هناك شيء يُطمئنه مثل إعطاء تفسير للحالة بأنه لا يجد تفسيرًا للحالة التي يشعر بها، فيحصل تحسُّن جُزئي، وهذا ما حصل معك عندما ذُكر لك أن هذا نوع من الحسد، ولكن الأعراض لم تنته، وعاودتك بصورة أو بأخرى بالصداع الشديد، والإحساس بفقدان الوعي، والآن هذه الأفكار الانتحارية.

الفلوكستين للأسف غير فعّال في علاج نوبات الهلع وأعراض القلق بصورة عامة، هو فعال كمضاد للاكتئاب، وفي علاج الوسواس القهري، ولذلك أنا أنصحك بأن تتحوّلي إلى الـ (سبرالكس/استالوبرام) عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة بعد الإفطار، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمري عليها، وسوف يحصل التحسُّن بعد عدة أسابيع، شهر ونصف إلى شهرين، ثم بعد ذلك استمري عليها لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عنها بالتدرج بحسب ربع الجرعة كل أسبوع.

عليك بفعل أشياء تؤدي إلى خفض التوتر، مثل الرياضة، رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، أو تمارين رياضية في المنزل بانتظام، والمحافظة على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والدعاء والذكر، فهذا يؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، وإذا استطعت التواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية، فهذا أيضًا يكون مفيدًا، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً