الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أواسي صديقتي الحزينة بسبب رسوبها؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الجميل، وأعتذر عن كثرة أسئلتي لكني أجد هنا أفكاراً ونصائح فعالة.

أنا لدي صديقة تعرفت عليها منذ سنة بالجامعة، والآن هي رسبت، وهي حزينة جداً، خاصة أنها تخفي هذا عن أهلها، لأنها إذا أخبرتهم احتمال أنهم سيمنعونها من الدراسة، وستحزن أمها كثيراً.

هي تدرس في محافظتي وأهلها في محافظة أخرى، وتسكن وحيدة، الآن يحزنني حالها، فقد تغيرت كثيراً، أصبحت لا تحب الخروج من المنزل، وكثيرة البكاء، وكثيرة الصمت والشرود.

عندما تشكو لي أحاول أن أخفف عنها بأن أشجعها أنها فرصة لتحسين معدلها، ومن هذا الكلام، لكن في كثير من الأحيان أرتبك، خصوصاً أني نجحت، ولا أعلم بطريقة غير منطقية أشعر أني السبب، وأشعر بالذنب قليلاً!

المهم أني لن أتركها هكذا، فأرجو نصيحتكم كيف أستطيع أن أواسيها وأخفف عنها حزنها؟

شكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاُ وسهلاً بك ونشكر تواصلك معنا مجدداً.

مما لا شك فيه أنّ التعامل مع صدمة الفشل الدراسي والأذى النفسي تحتاج إلى الدعم النفسي من الأهل والمقربين، والرسوب أمر متوقع لأي شخص بسبب ظرف قد يواجه، ومساعدة صديقتك للخروج مما تعاني منه؛ تدل على أنك صديقة صادقة طيبة خلوقة بارك الله بك.

جواباً على سؤالك: كيف أستطيع أن أواسيها وأخفف عنها حزنها؟

أقول لك عزيزتي ما يلي:

عليها العودة إلى حياتها الطبيعيّة ويجب أن تعلم هذه الصديقة أنّ عليها متابعة السنة الجامعية الجديدة، فالكفاح واجب لكي تحصل بالنتيجة على شهادة راقية، تكون لها سلاحا وعونا في أيّام الشّدة، لهذا عليها الاستعداد منذ الآن والأخذ بأسباب النّجاح.

عليها أن تعمل على الاحتفاظ بثقتها بنفسها حتى تحول الفشل لنجاح، وعليها أنّ تتحدى الظروف، وتعود إلى سنة جامعية من جديد، وأنّ تنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، ولا تنظر إلى النصف الفارغ منه، وأن تكون إيجابية في حياتها، وأن تتلمس النقاط المضيئة في شخصيتها، ومن الأمور التي تعيشها.

أخرجيها من جو الحزن الذي وضعت به نفسها، حدثيها عن الذكريات الجميلة التي جمعتكما في الجامعة، وشجعيها للخروج من عزلتها واللقاء ببعض الصديقات الصالحات.

كما أنصحك أنّ تعطيها مساحة تحترمين فيها خصوصيتها.

أما فيما يخص خوف صديقتك من أنّ يعلم أهلها بخبر رسوبها: فنصيحتي لها أن تكون صريحة وصادقة مع والدتها، وتخبرها بطريقة مقنعة، وبأسلوب مناسب يصاحبه الإعتذار والندم والوعد بالمثابرة، والعمل على النجاح في السنة الجامعية الجديدة، وأنّ تسعى إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى وبرّ الوالدين.

لقد حذرنا نبي الله من الكذب أو من الوقوع فيه أو استخدامه، وأمرنا بالصدق وتحريه، فقال لنا (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البرِّ، وإن البرِّ يهدي إلى الجنة، وما يزالُ الرجل يصدق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقاً، وإياكُم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً) (أخرجه مسلم).


إن لم تستطع صديقتك إبلاغ والدتها بالخبر مباشرة، فلتخبر من تثق فيه من أهلها ومعارفها ليبلغها بطريقة مناسبة، وأتوقع أن تتفهم والدتها الأمر.

وفقك الله لما يحب ويرضى، أيتها الصديقة المخلصة المحبة لعمل الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً