الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام بعضلات الرقبة والظهر، وإحساس بصرير في يدي!

السؤال

السلام عليكم

منذ عشرين عاما، أصبت بنوبات هلع من الأمراض والموت، راجعت طبيبا نفسيا أعطاني باروكسيتين عيار 20 لسنة، ثم رفع العيار إلى 40، وأخذت الدواء لمدة أربع سنوت، وزالت الأعراض بنسبة 80% فبدأت إيقاف الدواء بالتدريج دون مراجعة الطبيب، وبعد إيقاف الدواء عادت الحالة إلى ما كانت عليه.

وبسبب الحرب في بلدي لم أستطع مراجعة الطبيب، فصرت أتخبط بتناول الدواء آخذه سنة وأتركه وهكذا، وبعد أربع سنوات ذهبت إلى طبيب آخر، فوصف لي دواء اسيتالوبرام، أخذته لمدة سنة، وتحسنت حالتي، وبعدها تركت الدواء بسبب انقطاع الاتصال مع الطبيب، ورجعت لحالة الصفر، وراجعت طبيبا آخر، فوصف لي الباروكسيتين مرة أخرى أخذته لمدة سنة، ولم تتحسن حالتي، فراجعت طبيب آخر، ووصف لي دواء سيليكترا 50 وانافرانيل 25، وحاليا أتناوله منذ ستة أشهر، ولم أتحسن.

مشكلتي حاليا آلام بعضلات الرقبة والظهر، وإحساس بصرير في يدي اليسرى وخوارج انقباض، وأحس بدغدغة في القدمين تشبه التيار الخفيف، ونغزات في الصدر، ماذا أفعل؟ تعبت من هذه الحالة، وتعبت أسرتي معي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

دائمًا في حالات القلق والوساوس ونوبات الهلع والفزع والمخاوف يُستحسن أن يُؤهل الإنسان نفسه نفسيًّا من خلال الدخول في البرامج السلوكية التي تقوم على: مبدأ حسن إدارة الوقت، وأن يكون نمط الحياة إيجابيًّا من جميع النواحي من حيث: التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، الحرص على العبادات، وأن يكون الإنسان متفهمًا لطبيعة حالته، أي أنها حالة غير خطرة حتى وإن كانت مزعجة، ويتم التخلص منها من خلال تغيير نمط الحياة وجعله نمطًا إيجابيًا.

الآن أنا أوصيك حقيقة بالاعتماد على الرياضة بدرجة كبيرة، الرياضة جيدة جدًّا، وتُخفف كثيرًا من القلق المصاحب للمخاوف والتوترات، وتُحسِّن المزاج، فيا أخي الكريم: اجعلها جزءًا من حياتك، واحرص أيضًا على التواصل الاجتماعي، واحرص على النوم الليلي، وتجنب النوم النهاري، اجتهد في عملك، واجتهد في العبادات ... هذه كلها تُعتبر حقيقة أسس علاجية مهمَّة جدًّا لتطوير الصحة النفسية بصفة عامة، ولعلاج الأعراض التي تعاني منها.

خوارج الانقباض: أعتقد من المفترض أيضًا أن تمارس التمارين الاسترخائية، والتمارين الرياضية قطعًا سوف تُخفف منها، وحاول أن تُخفف من شُرب الشاي والقهوة، هذا مهمٌّ جدًّا، كل الأعراض النفسوجسدية – كالنغزات في الصدر، والشعور بالتيار الخفيف والدغدغة – كلها أعراض سببها القلق.

وأريدك – أخي الكريم أحمد – أن تُعبِّر عن ذاتك، لا تكتم؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية، وهذه تنعكس سلبًا على الإنسان نفسيًّا.

أنا أريدك أن تستعمل الآن عقار (فلافاكسين)، والذي يُعرف تجاريًا (إفيكسور)، دواء ممتاز جدًّا لعلاج مثل هذه الأعراض، ما دمت لم تتحسَّن على الـ (أنفرانيل) والـ (سيليكترا)، إذا كان لابد من الانتقال لدواء فانتقل للفلافاكسين، لكن هذا يتطلب مشاورة طبيبك، وإن صبرت على الأدوية التي تتناولها، وفي ذات الوقت ركّزت على ما ذكرتُه لك من توجيهات إرشادية فيما يتعلق بنمط الحياة؛ هذا أيضًا قد يُساعدك كثيرًا.

الأعراض النفسوجسدية كالنغزات في الصدر والشعور بالدغدغة في القدمين: هذه دائمًا تُعالج من خلال ممارسة الرياضة، وتناول عقار (سولبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

فيا أخي الكريم: هذه هي الأشياء التي أودُّ أن أنصحك بها، الرياضة مهمّة جدًّا، كل آلام الرقبة وآلام العضلات ومشاكل القولون ونغزات الصدر سوف تختفي تمامًا من خلال ممارسة الرياضة، وتناول عقار (سولبرايد) الذي وصفته لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً