الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني لا يستجيب لأدوية الذهان، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحب الاستشارة رقم 2439869، حصل مع ابني تطورات جديدة، حيث تعرض طبيبة المعالج لحادث سير، مما اضطرنا لتغييره لطبيب آخر، وذلك بسبب عدم وجود تحسن بحالة ابني، وعودة الآثار الذهانية بشكل واضح، وكانت وجهة نظر الطبيب الجديد تغيير الدواء من أولان بريكسا إلى ريسبريدون، كونه أكثر فعالية.

بدأ معه بجرعة يومية 4 ملغ صباحاً 2 ملغ، ومساءً 2 مغ مع حبتين هيكزول عيار 5 ملغ، وأضاف البروزياك مضاد اكتئاب، واستجاب له في بداية الأمر لمدة أسبوعين.

مع ابتداء العام الدراسي زاد التوتر عنده، حيث كره الدراسة، وزادت عنده الأثار الذهانية، وزادت عنده حالة الشخوص بالعينين عند التوتر، وامتناعه عن الدراسة والذهاب إلى المدرسة.

ظهرت عنده حالة جديدة، تهيؤات وأفكار شيطانية، وأصبح يفكر بالذبح والقتل، وأفكار جنسية، لذلك قرر الطبيب رفع جرعات الدواء تدريجاً، حتى استقر حالياً على جرعة ريسبيريدون عيار 4 ملغ، مع حبة هيكزول عيار 5 ملغ صباحاً ونفس الجرعة مساءً، وأوقف البروزياك، ولا توجد استجابة واضحة للدواء، لذلك طلب الطبيب زيادة الجرعة بإضافة حبة ريسبريدون عيار 2 ملغ عند الظهر.

السؤال: هل زيادة الجرعات تفيد في مثل هذه الحالة؟ حيث أننا لا نستفيد من الدواء سوى بآثاره الجانبية، كزيادة الخمول، وشخوص العينين، مع بقاء الحالات الذهانية -وحصل له مع الريسبريدون نقص بالشهية وقلق بالنوم أحياناً-، أم أن الدواء فعلاً يفيد حالته، ولولاه لكانت حالته أسوأ، وهل توجد استفادة من تغيير الدواء إلى نوع آخر؟

علماً أننا جربنا معظم الأدوية الفعالة المضادة للذهان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفائدة من الدواء تُقاس بعلاج الأعراض وحدوث آثار جانبية قليلة أو عدم حدوثها على الإطلاق. هذا هو الدواء الفعّال، أن يُعالج الأعراض ولا تكون له آثار جانبية، أو لا تحدث معه آثار جانبية.

(أولانزبين Olanzapine): الدراسات أثبتت أنه أكثر فعالية من الرزبريادون، ولكن مشكلته الرئيسية هي زيادة الوزن بدرجة كبيرة، وزيادة الوزن تنتج عنه مشاكل كثيرة طبعًا، ولذلك أحجم بعض الأطباء عن وصفه وكتابته لمرضاهم لهذا الأمر، ولكن إذا كانت زيادة الوزن استقرت عندك ولا تُشكل مشكلة الآن فالأفضل الاستمرار على الأولانزبين، لأن (ريسبيريدون) يُحدث آثار جانبية، وهي: زيادة حركات العين والخمول الشديد الذي لم تُجْدِ معه العلاج بالدواء الذي يُعالج هذه الأشياء ويأخذه ابنك.

لذلك أنا أرى أن حالتك ابنك لم تستقر بعد، وطبعًا بالذات أنه بدأ الدراسة، وعدم زوال الأعراض وعلاجها؛ يؤدي إلى مزيد من الأعراض والضغط على المريض، فطبعًا إذا لم يستفد من الريسبيريدون -وبالرغم من زيادة الجرعة إلى ستة مليجرام- واستمرار الآثار الجانبية مع أخذ العلاج المضاد (هيكزول hexol) فهذا يعني أنه قد يتطلب تغيير الدواء، إمَّا بالرجوع إلى الأولانزبين، أو حتى تجربة دواء آخر.

وهناك دواء يسمى (كويتيابين Quetiapine) مضاد للذهان أيضًا، وآثاره الجانبية قليلة، مقارنةً بالأولانزبين، إذ لا يُسبب زيادة في الوزن كبيرة، وأيضًا لا يسبب آثار جانبية مثل التي يُسبِّبها الريسبيريدون.

طبعًا كل هذه الأشياء يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب النفسي، تغيير الدواء وجرعته ومعرفة الاستمرار عليه إلى متى، كل هذا يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب النفسي، ويمكنك استصحاب هذه الاقترحات وطرحها ومناقشتها مع الطبيب النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر عبد الصمد

    بارك الله فيكم اجابة وافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً