الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قررت التوبة من كل تجاوزاتي في باب الشهوات، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مراهق في 15 من العمر، لقد قررت أن أترك المواقع الإباحية والعادة السرية بعد أن أدمنتهما لمدة أربع سنوات ونصف تقريباً، وأنا الآن في رحلة التعافي ولكني أشعر باختلاف كبير في كل شيء من حولي، ومكتئب كثيراً، ومتعب.

لا أستطيع أن أمارس أي نوع من الرياضة أو أي نشاط بدني، ومصاب باختلال الأنية، والكثير من الوساوس.

أنا حالياً محتار كثيراً كيف يمكن لأفلام كنت أتفرج عليها أن تسبب لي كل هذا؟

السؤال: كل ما أود معرفته هل هذا كله طبيعي أم أنا أعاني من شيء آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك هذه الروح التي دفعتك للسؤال، ونهنئك على هذه العودة، ونسأل الله لك الثبات وبلوغ العافية، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

سعدنا جدًّا بفكرة الاستشارة، وبحرصك على أن تدخل في رحلة التعافي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب عليك، وأن يثبتك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

ما يحصل لك بلا شك أمر طبيعي، فالشيطان يُحزنه أن نتوب وأن نعود إلى الله تبارك وتعالى، ولذلك هذه مرحلة تحتاج منك إلى أن تبحث عن رفقة صالحة وبيئة صالحة، رفقة صالحة تُذكِّرُك بالله إذا نسيت، وتُعينك على طاعة الله إن ذكرتَ، وبيئة صالحة تجد فيها العون على الخيرات والطاعات. ثم عليك التخلص من كل أسباب ذلك الخلل الذي حدث في حياتك، بأن تتخلص من الأرقام، من المواقع الآثمة، من كل ما يُذكِّرُك بأيام الظلمات ينبغي أن تتخلص منها.

كذلك ينبغي أن تشغل نفسك بالحق، لأن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، واتق الشبهات، لأن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يُوشك أن يقع فيه، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، والشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد.

من المهم جدًّا أن تشغل نفسك بالأعمال الصالحة، خاصة الذكر والصلاة وتلاوة القرآن، وكن على ثقة بأن هذا الوضع سيتغير، فهي مرحلة فعلاً من الأهمية بمكان أن يصمد الإنسان فيها، وإذا ذكّرك الشيطان بما كان فجدد التوبة واستغفر الله، واعلم أن هذا العدو يحزن إذا تبنا، يندم إذا استغفرنا، يبكي إذا سجدنا لربنا.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وأرجو أن يعلم كل تائب أنه بحاجة إلى أن يشدّ العزم، لأن الشيطان بل شياطين الإنس أيضًا قد لا يتركون الإنسان، ومن المهم جدًّا أن تجتهد في غض بصرك، فإنه سبيل إلى بلوغ العافية، وهو السبب في كل الذي حصل لك سابقًا، فاستعن بالله تبارك وتعالى، وتوكل عليه، وأقبل على طاعته، وأبشر بالخير، ونكرر الترحيب بك في الموقع.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً