الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس واكتئاب وعدم تركيز، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم

في سن 10 سنوات تعرضت لحادث مروري، بعدها لاحظوا تغير في سلوكي، فرط في الحركة، سافرنا للبلاد فذهبت بي عمتي إلى دجال -حمانا الله وإياكم من شرهم-، ثم رجعنا إلى السعودية، بعدها بسنتين أصبت بالوسواس، فأصبحت أردد الرقم 4 في ذهني وأصابع يدي، بعدها بسنتين أصبت بالجاثوم، ذهب بي والدي إلى راق- وتعالجت -الحمد لله-.

في سن 19 توفي أبي -الله يرحمه-، فتحملت مسئولية البيت، وتعرضت لضغوطات كثيرة، ترك لنا الوالد عقارات في البلاد، قمت ببيعها لأقوم بعمل مشروع في السعودية الحبيبة، لكنني خسرت كل الأموال بلا فائدة.

تملكني ارتباك وخمول لكي لا يضيع المال، لكن -مشيئة الله- أن يذهب مثل الريح، مررت بجميع أنواع الوسواس، بداية من الوسواس القهري، وكلما مررت به كنت على ما يرام، وكنت أسرح في أشياء تجلب لي السعادة إلى سن 21 سنة.

بعد 8 سنوات تبدل الحال إلى الاكتئاب وعدم التركيز أكثر من الوسواس، فأصبحت أعاني من فقد طعم السعادة، النسيان، الكسل، ضيق في الصدر، لا وعي بالوقت، تعب عند بذل أي مجهود، أبوح بأسراري للناس وأندم.

عند النقاش أسرح ولا أركز، وأثرثر، أعامل أهلي بقسوة ثم أندم، أرى محارمي بصورة غير محتشمة في ذهني، يختنق صوتي، عدم الاهتمام بالمظهر، لا أطيق الاجتماعات، وأكرة المجتمع لما فية من ظلم وكذب، فكرت بالانتحار لكنني أخشى عقاب الآخرة.

كل ما اتمناه في الدنيا إسعاد أهلي، فقد عانوا بسببي كثيرا، وأرجو من كل شخص يقرأ رسالتي أن يدعو لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإصابات والحوادث المروريّة عادة لا تترك آثار نفسية أو سلوكية كبيرة، إلَّا إذا كانت هناك إصابة مباشرة للمخ وكانت هناك غيبوبة لفترة من الوقت. هذا أولاً.

الشيء الثاني: الإنسان عندما يكون صغير السن وحصل له حادث مروري فإنه سُرعان ما يتعافى من المشاكل التي حصلت بعدها.

ثم بعد ذلك -أخي الكريم- مررت بمشاكل كثيرة، وتحمُّل مسؤوليات – كما ذكرت – من الصغر، وأنت في غربة، وحصل معك وسواس واكتئاب، والآن الأعراض الرئيسية التي ذكرتها معظمها أعراض اكتئاب نفسي، وإن كان هناك بعض أعراض الوسواس، وقد تكون هناك أعراض وسواس في الاكتئاب النفسي، وقد يكون هناك اكتئاب لمرضى الوسواس، بالذات إذا استمرت لفترة طويلة ولم يتم علاجها.

على أي حال: تحتاج إلى علاج، وأعتقد أنك تحتاج لعلاج دوائي، والدواء الذي يُناسبك ويُعالج كلاً من الوسواس والاكتئاب هو (فلوكستين) أو (بروزاك)، آثاره الجانبية قليلة، ويُنشّط، وجرعته عشرين مليجرامًا بعد الإفطار، وتحتاج لبعض الوقت حتى تحس بالنتائج وتتحسّن الأعراض، تحتاج على الأقل إلى ستة أسابيع إلى شهرين، ثم بعد زوال هذه الأعراض ورجوعك إلى حالتك الطبيعية يجب عليك الاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تُوقفه دون تدرّج.

الشيء الثاني: إذا استطعت التواصل مع معالج نفسي فقد تستفيد من جلسات نفسية دعمية، وبالذات لمساعدتك في التخلص من المشاكل مع الأسرة والإحساس بالذنب، وما حصل معك في الماضي من إخفاقات، فهذه تستفيد كثيرًا من العلاج النفسي مع معالج نفسي، وقد تحتاج لعدة جلسات يُحددها هو.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً