الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي طموح لتحقيق أهدافي لكنني أفتقر للمحرم في السفر!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أريد الدراسة في كوريا الجنوبية بمنحة من الدولة الكورية، نظرا لوجود الأمان والمساجد والمطاعم الحلال، وخصوصا أنني أريد دراسة تكنولوجيا النانو غير المتوفرة في بلدي، بالإضافة إلى المعلوماتية والطب والرياضيات (بإذن الله)، من أجل مساعدة التطور في صالح بلدي، وفي صالح المسلمين وذلك بصنع الأعضاء الحيوية وما شابهها من أشياء للعلاج، وحتى الأدوات والآلات، ولما نراه الآن من معاناة في بلدي للفقراء، وقسوة قلوب الأطباء الذين لا يفكرون في الفقراء الذين ليس لديهم الإمكانيات للعلاج.

طموحي هو أن أنال منصبا ووظيفة محترمة ومربحة، لكي أتمكن من إنشاء مستشفى تتعدد فيه المرافق في بلدي من أجل مساعدة الفقراء، إضافة إلى دار الأيتام والملاجئ وما شابه ذلك -إن شاء الله-.

لدي إخوة أصغر مني لا يمكنهما السفر معي، ووالدي عليه البقاء مع العائلة، أما فيما يتعلق بأعمامي وأخوالي فكل لديه عمله وعائلته، فلا يمكن لي الذهاب مع محرم، ومع ذلك أنا مصرة منذ صغري على تحقيق طموحي ومحاولة التحسين من حالة الناس بدءا من وطني؛علما أن بلدي هو الجزائر، وأنني محجبة عن قناعة فهو واجب -والحمد لله- الذي هداني، وأستغفر الله وأتوب إليه لأنني تحجبت متأخرة، علما أنني مقبلة على عمر الخامس عشر في شهر ديسمبر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة صاحبة الطموح العالي- في الموقع، نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

بداية نحيي هذا الطموح الكبير وهذه الرغبة في الخير، والرغبة في مساعدة الفقراء والمحتاجين، ونسأل الله أن يكتب لك نيتك الصالحة، وبُشرى لك؛ فالأجر كامل إذا صدقت مع الله -تبارك وتعالى.

بالنسبة لمسألة السفر: لا شك أن البون واسع بين البلد المقصود وبين بلدنا المسلم (الجزائر)، ونتمنَّى أن تجدي مَن يُرافقك لهذه الرحلة من أعمامك أو من إخوانك، وإذا تعذّر هذا فأرجو دراسة الموضوع دراسة كاملة، لأن الشريعة حريصة على أن تكون الفتاة في سفرها مع محرم، والإنسان لا يُسافر إلى بلاد بعيدة إلَّا إذا كان الوضع مُؤَمَّنًا من ناحية الدولة، من حيث أنكم مجموعة، ورفقة مأمونة، وتستطيعون أن يكون لك المكان المستقل كبنات، وإذا كان هناك تأمين لهذه الأمور، وكان فعلاً هذه الدراسة لا توجد إلَّا في البلد المذكور، ولا يمكن أن تحصلي عليها في بلدك أو في أي بلد مسلم يُراعي القواعد الشرعية بدرجة أفضل من تلك البلاد، لأن السفر إلى بلد غير بلد مسلم له شروط:

أولها: أن تكون هناك ضرورة لا يجد الإنسان ما يسدّها إلَّا في ذلك البلد.

الأمر الثاني: أن تكون الأمة بحاجة ملحة لهذا التخصص.

الأمر الثالث: ألَّا يطيل المكث في ذلك البلد.

الأمر الرابع: أن يتمكَّن الإنسان من إظهار شعائر دينه كاملاً.

الأمر المهم بالنسبة للبنات أيضًا: أن يكون لها محرم أو أن تأمن على نفسها من العدوان عليها.

فالشريعة حريصة جدًّا على صيانة المرأة المسلمة، لأنها دُرّة، ولأنها غالية. فإذا تهيأت الشروط المذكورة فلا مانع من تحقيق هذه الطموحات، وعمومًا نحن نبشرك بدايةً بأنك على خير، وبأن هذه النية أجرُها عند الله تعالى ثابت في كل الأحوال، إذا تيسّر الأمر أو لم يتيسّر، ما دمتِ صادقة في نيتك مع الله تبارك وتعالى. الأمر يحتاج منك إلى مزيد من التشاور مع أسرتك، ومزيد من التشاور مع مَن لهم خبرة، ومزيد من التواصل مع السفارة الجزائرية في البلد المقصود، حتى نؤمِّن كافّة الجوانب، وعندها سنكون سعداء إذا حصل منك تواصل يُبيِّنُ هذه الحيثيات، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً