الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع الزوج الطيب والتقي غير المسؤول؟

السؤال

السلام عليكم السادة المحترمون.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإني أشكو إليكم قلة حيلتي مع زوجي الطيب لكنه مهمل جدا، ولا أستطيع الاعتماد عليه، كسول للغاية، ولا يتحمل المسؤولية بالقدر الكافي.

تحدثت معه مرارا ولكن دون نتيجة، حتى وصلنا إلى حد الشجار في ذلك، هو كثير السفر بحكم عمله، وكثير الود لأهله دون مراعاة لوجودنا أنا وابنه.

أصبحت أهدده بالطلاق والانفصال ولكن دون جدوى، فما عساي أن أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً سهلاً بك.

غاليتي: عليك أن تبحثي عن الأمور التي تُعطر صفو حياتك مع زوجك، فاستغلي أوقات الصفاء معه رغم قلتها؛ للهناء والتمتع بلحظات تهدئ النفس؛ فكثرة الاختلاف تُنفر القلوب وتورث البغضاء بين النفوس، وتعكر صفو العلاقة الحميمية بين الزوجين، فالمرأة الصبورة والمتفهمة لوضع زوجها النفسي والمادي لا تثقل عليه بطلباتها حتى تكسب قلبه وتسعد معه.

لا تركزي على أخطائه، بل على إيجابياته الكثيرة، وعظميها، وأشعريه بها، ولا مانع أن تلفتي نظره إلى الأمور التي سببت لك ألمًا وأزعجتك، ولكن ركزي على التصرف أنه أزعجك، ولا تقولي له أنت أزعجتني، بل قولي: هذا التصرف لا أحبه.. وهكذا -أختي العزيزة-.

تذكري أن الإسلام حث على أدب التعامل بين الزوجين للمحافظة على الود والمحبة والألفة بينهما، فالحياة الزوجية بحاجة أن تُسقى دائمًا بالكلمات الطيبة، والغزل والمدح، فالرجل يحب أن تُسمعه زوجته عبارات الثناء على ما يقوم به، فلا مانع أن تقولي له على سبيل المثال: أنت رجل مميز، ولا طعم للحياة بدونك، أنا أشعر بالأمان عندما تكون بجانبي، أنا محظوظة بالزواج من رجل مثلك، ودلعيه وناديه باسم يحرك مشاعره تجاهك.. إلخ.

أنصحك بأن تُطيعي زوجك، وألا تتخلي عنه أبدًا، وأن تكرمي أهله إكرامًا له، وأن تتناسي كل إساءة حصلت؛ فالماضي ذهب ولن يعود، فلم نفتح صفحاته الأليمة؟ واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيعك الله أبدًا، وأبشري بكل خير، قال تعالى: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}.

احترامك لزوجك يجعله يشعر بالارتياح النفسي والجسدي، وينسى تعبه ومشاكله وخاصة أن زوجك كما ذكرت: هو كثير السفر بحكم عمله، وأنصحك أنّ تحرصي على بناء علاقة طيبة بينك وبين أهل زوجك يسودها الاحترام والتقدير، وكوني عونًا لزوجك بأن يبر أهله.

تذكري قول حبيبنا المصطفى عندما سئل أي النساء خير؟ قال: "قال : التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره، فكوني الصديقة التي تُحسن الاستماع، ولا تتحدثي كثيرًا عن مشاكلك اليومية فقط، بل حاولي أن تُخبريه بعض الأخبار المحلية والعالمية، وبعض ما يجري هنا وهناك في الدول الإسلامية والعربية؛ فهذه الأمور تهم الرجال.

أخيرًا وبعد كل هذه النصائح: أتمنى أن تجدي منها ما يفيدك وينفعك -أختي الكريمة-، فأنت امرأة لها كيانها وشخصيتها، وتستحقين كل التقدير والاحترام، أنصحك أن تتوقفي عن التفكير في الطلاق فهذا أكثر شيء يفرح إبليس.

أسأل الله لك السعادة وراحة البال مع زوجك، وأن تنالي جميع حقوقك بطريقة تحافظين بها على حياتك الزوجية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً