الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن زوجي لا يحبني.. هل أبقى على هذه العلاقة أم أطلب الطلاق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

انا امرأة من الجزائر، متزوجة منذ سنة وثلاثة أشهر، عدت لبيت والدي؛ لأنني لم أستطع أن أواصل حياتي مع زوجي، الحياة التي أصبحت بدون طعم، حقا أرى فيها أنه ليس سعيدا معي، ولا يحبني وقد صرح لي بذلك، ولا يحاول أن ينقذ هذه العلاقة بأي شكل من الأشكال.

استنزفت كل طاقتي في محاولة فهمه في جعله يحبني في تفهمه في الصبر، لكن شيئا لم يتغير دائما أنا المبادرة للحوار والنقاش والبحث عن الحلول، وهو الطرف الصامت اللامبالي، ليست لديه مشاعر فيعبر عنها، أو أي تقدير لمجهوداتي، كما أنه غير مهتم بموضوع الإنجاب إطلاقا، تعبت جدا نفسيتي، وبعد أن أحسست بأن كل الفرص نفذت، وليس هناك أمل من تغيره تركته، وجئت لبيت والدي على أمل أن يستفيق ويعيد التفكير في علاقتنا بجدية.

لا أعرف ماذا يجب علي فعله، هل هذه حالة نفسية، فيجب علي أن أساعده؟ وأبقى معه حتى يشفى ويتغير أم أن طبعه هكذا غير مبال، وغير سعيد طوال الوقت، وليس له مشاعر؟ ولا أخفيك أني أشتاق إليه جدا لبعض اللحظات الجميلة التي جمعتنا، والتي كنت أشتاق لها حتى وأنا معه.

كما أني لا أنكر أن قلبه حنون ويخاف الله فيّ، أي أني أشعر أن لا مبالاته واهتمامه بي ليس بيده، فعندما يراني أبكي يلوم نفسه ويضيق صدره، لكن سرعان ما ينسى، ولا يحاول التغيير من نفسه؛ لأنه يشعر بالذنب فقط، والشفقة.

مع العلم أنه بعد مغادرتي أيضا انصدم وبلغني أنه بكي كثيرًا، ولا زال كذلك لفراقي، أنا لا أعلم هل الطلاق هو الحل؟

أرجوكم، أفيدوني، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة، ونشكر لك الاهتمام والتواصل قبل اتخاذ القرار، ونحيي حسن العرض للسؤال، ونؤكد أن الفراق ليس خيارًا محبَّبًا إلَّا بعد أن تُعطي زوجك الفرص كاملة، وأعتقد أن الأمر غير طبيعي، فزوجك ربما يحتاج إلى رقية شرعية، أو يحتاج إلى تصحيح بعض المفاهيم عنده، ونسأل الله أن يردّه إلى الحق والخير ردًّا جميلاً.

عليه: نحن ندعوك إلى: الدعاء له ولنفسك، ومحاولة الحوار والنقاش معه، ومشاهدة أثر هذا الفراق بالطريقة المذكورة، وأيضًا الاهتمام بدموعه وتأثُّره بعد فراقه لك، وهذا يدلُّ على أن الأمر ليس بيده، فقد يكون بحاجة إلى رقية شرعية، أو بحاجة إلى مقابلة طبيب نفسي مختص.

وكنَّا نتمنَّى أيضًا أن نعرف كيف بدأت العلاقة، هل كانت البداية جيدة ثم تغيّرت أم هذا الذي كان من البداية؟ إذا كان كذلك ما الذي دفعه إلى أن يرتبط بك أصلاً إذا كان هو زاهد في هذه العلاقة؟

ونكرر لك التحية على ثنائك على دينه وثنائك على ما فيه من إيجابيات وخير، ولعلَّ تأثُّره بتأثرك يدلُّ على أن بذرة الخير موجودة، وعلى أن إمكانية الإصلاح إن شاء الله متوفرة.

وعمومًا نحن لا نفضل الطلاق كخيار نستعجل فيه؛ لأن الطلاق لا يُفرح سوى عدوّنا الشيطان، ونتمنَّى أن يكون للعقلاء والفضلاء والفاضلات من محارمك ومن محارمه وأهله أن يكون لهؤلاء جميعًا دورٌ في إعادة الأمور إلى وضعها الصحيح.

نسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع، مع مزيد من التفاصيل، حتى نضع سويًّا النقاط على الحروف، نحن بحاجة إلى أن نعرف طفولته، وطبيعته، وهذا الذي حدث هل كان مألوفًا عند أهله أيضًا، هذا الانكماش من الناس؟ يعني: هناك أسئلة الإجابة عنها مهمّة جدًّا حتى نستطيع أن نتصور ما يحدث، فالحكم على الشيء فرعٌ عن تصوّره.

نكرر لك الشكر، ونتمنّى أن يكون تواصلك بعد توضيحات تأتينا منك تُفيدُنا وتُرشدُنا وتُعينُنا وتُعينُك أيضًا في الوصول إلى الحلول المناسبة.

وصيتُنا لك بكثرة الدعاء، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً