الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ستقبل توبتي وسيرضى الله عني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا لدي سؤال: منذ حوالي سنة كانت لدي حسابات مزيفة عبر الفايسبوك، لقد ظلمت الكثير من الفتيات وذلك بالتحرش بهن، وإرسال الصور الجنسية لهن، ثم تبت بعد ذلك، ولكني أعود مرات أخرى للذنوب.

وذات مرة تحدثت فيها مع فتاتين ووقعت في نفس الخطأ، أنا تبت ولكن في بعض الأحيان أذنب، والآن عاقبني الله فكل شيء ضدي، حتى أمي وأبي، لم أعد أستطع فعل أي شيء في حياتي، ولدي صعوبات في التفكير.

أنا تبت توبة نصوحة، وقررت عدم العودة أبدا، فأنا خائف، وأقول في نفسي هل سيعاقبني الله في الآخرة وسأدخل النار؟ لا أعرف ماذا أفعل؟! أنا تبت ولكني خائف، فهل الله لن يرضى عني؟

وجزاكم الله خيرا، الله يحفظكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، وأسأل الله أن أن ييسر أمرك، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت يكمن في الآتي:

التوبة: ترك المعصية من ترك واجب أو فعل محرم، حالا مخافة الله، واستشعار قبحها والندم عليها فيما مضى، والعزم على ألا يعود إليها ما أمكن ذلك، والسعي في إصلاح حالك بحسب الاستطاعة، وكل ذنب تبت منه فإنه يمحى عنك ويغفره الله لك، وإذا عدت إليه مرة أخرى فيلزم عليك التوبة مرة أخرى، وهكذا.

وينبغي أن تعلم أن من تاب إلى الله فإن الله غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده، ويمحو عنهم ما كان في الماضي من الآثام، ومن وفقه الله للتوبة فإنه يرحمه ولا يعذبه إذا أصلح من حاله، وكلما أذنب تاب إلى الله واستغفر من ذنبه، فلا تقنط من رحمة الله، وبما أنك تبت وستتوب توبة نصوحا، فأبشر بخير بإذن الله.

ثم اعلم -أخي الكريم- أن ما يجري لك من بعض المنغصات في الحياة، فقد يكون سبب ذلك شؤم تلك المعاصي التي كنت عليها، ولكن إذا حافظت على الصلاة والذكر والاستغفار وجالست الصالحين، وألغيت تلك الحسابات الوهمية في الفيسبوك التي فيها تحرش بالنساء، بل أنك إذا استخدمت هذه الوسيلة في الدعوة إلى الله، وإذا استطعت أن تدعو وتنصح من تحرشت بهن وكنت سببا في صلاحهن فهذا خير ولك أجر عظيم، وسترى أن حياتك ستتغير إلى الأفضل وبما يحقق لك السعادة بإذن الله.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً