الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حالة التبلد التي أشعر بها سببها علاج الاضطراب الوجداني؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا مصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وآخذ لاميكتال ٣٠٠ وسوليان ٢٠٠، وأعاني من الخمول الشديد، وضعف التركيز والنسيان، والسرحان الشديد، حتي إنني مهدد بالفصل من العمل بسبب ضعف التركيز وقلة الإنتاجية.

لا أستطيع تأدية العمل جيداً، أشعر بالعجز الكامل بسبب ما أعاني منه، لا أعلم ماذا حدث لي، ولكن كل ما أشعر به هو فقدان قدراتي المعرفية، بالإضافة إلى شعور بتبلد المشاعر لدرجة أني أجلس على البحر، ولا أشعر بشيء، أعتقد أن هذا التبلد بسبب الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية علاجه الرئيسي هو في مثبتات المزاج، في حالة النوبة الحادة أو في حالة الوقاية، وأيضًا في حالة النوبة تكون اكتئاب أو النوبة تكون هوس. العلاج الأول هو في مثبتات المزاج.

أحيانًا في نوبات الهلع قد تُعطى مضادات للذهان حتى تنجلي النوبة، ويستمر الشخص في مثبتات المزاج، وكذلك أيضًا بدرجة أقل في نوبات الاكتئاب، قد يُعطى الشخص مضاداً للاكتئاب بحذر شديد، ولمدة محدودة، حتى تذهب أعراض الاكتئاب، ومن ثم يستمر في مثبتات المزاج.

بخصوصك أنت – أخي الكريم – الـ (لاميكتال Lamictal) هو مثبت للمزاج، وجرعته معقولة، ثلاثمائة مليجرام، والـ (سوليان) هو مضاد للذهان، وقد يكون السوليان هو السبب في الخمول الشديد.

أمَّا ضعف التركيز والنسيان والسرحان الشديد – أخي الكريم – فهي غالبًا تكون أعراض اكتئاب، لأنك تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ولم يحدث لك اتزان، أي: ما زالت هناك بعض أعراض الاكتئاب، وهي التي تؤدي إلى ضعف التركيز، ومن ثم نقص القدرات المعرفية أو فقدانها.

لا أعتقد أن هذا هو بسبب الدواء، ولذلك تحتاج إلى تقييم آخر – أخي الكريم – ومراجعة العلاج مع الطبيب، وأقترح بوقف السوليان ويُضاف مثبت آخر للمزاج، مثل الـ (ليثيوم Lithium) أو الـ (صوديوم فالبروات Sodium Valproate)، ويجب أن يكون كل هذا تحت إشراف الطبيب النفسي.

الاضطرابات الوجدانية والاضطرابات الذهانية هي اضطرابات يجب فيها دائمًا مراجعة الطبيب النفسي بانتظام، لأنها تحتاج إلى تقييم من وقتٍ لآخر، وكشف للحالة العقلية عن طريق اللقاء المباشر، ومتابعة الأدوية باستمرار، إمَّا محاولة وجود آثار جانبية أم لا – كما تشك وتظن أنت أخي الكريم – وكلُّ هذا يتوصّل إليه الطبيب النفسي عند المراجعة المتواصلة، وتحديد الأدوية نفسها وجرعتها أو تغييرها أو إضافة دواء آخر، كلُّ هذا لابد أن يكون تحت إشراف الطبيب النفسي، فأنصحك بزيارة طبيب نفسي في أقرب فرصة أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً