الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التفكير أرهقتني وأفقدتني طعم الحياة.. أريد حلا

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري ٢٥ سنة، مشكلتي التفكير الكثير، وصلت لمرحلة أن أتوقع كل ما هو آت سيء، دائما تائه، ودماغي يشتغل، أكون في وسط الناس، فإذا بي منشغل بفكرة في رأسي، أريد الإجابة عليها، دائما أتوقع الشيء السيء، أتخيل أن والدي سيتوفى، وأبكي وأتخيل أني رزقت بطفل ويموت وأبكي، أتخيل أني سأفشل في مجالي، وأبداً بالتفكير لو فشلت ماذا سأعمل، للأسف هذه الأفكار عطلتني عن عمل أي شيء، وضيعت وقتي في التفكير، والبكاء حتى وقت النوم، أفكر وإذا نسيت بمجرد استيقاظي أظل أفكر أيضا.

للأسف كل الأيام تمر علي مثل بعضها، تضيع علي أيام جميلة بسبب التفكير السيء في المستقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: إن معظم مشكلاتنا نابعة بالأساس من طريقة تفسيرنا للأشياء التي تواجهنا أو حتى التي نتوقعها، إذا فكرت بطريقة إيجابية فإنك تبعد عنك القلق والتوتر، والعكس يكون إذا فكرت بطريقة سلبية، لذا، يمكنك تعلم تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي، إن العملية بسيطة، ولكنها ستأخذ وقتًا وممارسة، فأنت تكتسب عادة جديدة في نهاية الأمر، فيما يلي بعض الطرق كي تفكر وتتصرف بطريقة أكثر إيجابية وتفاؤلًا:
- لا أحد فينا يعلم ماذا سيحدث في المستقبل، ولكننا نجتهد بالدنيا للوصول إلى حياة هانئة ومريحة، فالله وحده عالم الغيب، يقول الله تعالى: ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل/65 ، وقال سبحانه : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59

- فكر بطريقة عقلانية، وانظر إلى الأمور نظرة إيجابية، مثلا: بدلاً من أن تقول سوف يأتيني طفل ويموت، قل الله سوف يحفظه، ويعيش، ويذهب إلى المدرسة، ويدخل الجامعة.

بمعنى، حول طريقة تفكيرك، وفكر بإيجابية أكثر.
- حدد الجوانب التي يمكن تغييرها: إذا كنت تريد أن تصبح أكثر تفاؤلًا ويكون تفكيرك أكثر إيجابية، فحدد أولًا جوانب الحياة التي تفكر فيها بطريقة سلبية عادةً، سواء أكانت العمل أو الانتقالات اليومية أو علاقاتك، يمكنك البدء بشكل بسيط من خلال التركيز على أحد الجوانب كي تفكر فيها وتتعامل معها بطريقة أكثر إيجابية.

- قيّم نفسك: توقف وقيّم ما تفكر فيه بشكل متكرر خلال اليوم، وإذا وجدت أن أغلب أفكارك سلبية، فحاول إيجاد طريقة لوضع لمسة إيجابية عليها.

- تفاءل: أعطِ نفسك الإذن للابتسام أو الضحك خاصة أثناء الأوقات العصيبة، ابحث عن المرح فيما يحدث كل يوم، حينما تضحك من الحياة، ستشعر بتوتر أقل.

- اتبع نمط حياة صحيّ: مارس الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبًا في معظم أيام الأسبوع. فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيًّا على مزاجك وتخلصك من التوتر.

- اتبع نظاما غذائيا صحيا:  لتوفير الطاقة لعقلك وجسدك. وتعلم أساليب التعامل مع التوتر.

- تواصل مع الأشخاص الإيجابيين: تأكد من وجود أشخاص إيجابيين وداعمين يمكنك الاعتماد عليهم لتزويدك بالنصائح والملاحظات المفيدة، وعلى الجانب الآخر، قد يرفع الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديك ويجعلونك تشك في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية.

- جرّب الحديث الإيجابي مع النفس، ابدأ بهذه القاعدة البسيطة: لا تُحدِّث نفسك بأي شيء لم تكن لتقوله للآخرين.

كن رفيقًا بنفسك وشجعها، إذا خطرت لك فكرة سلبية، فقيِّمها بطريقة عقلانية واستجب للتأكيدات بشأن ما تتميز به من صفات جيدة، فكِّر في أشياء تقدرها في حياتك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً