الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الخوف من الموت والمرض والإلحاد تدمر حياتي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 20 سنة، في الثانوية درست عن السرطان وتطوراته في حصة الأحياء، وكان عمري 15 سنة، وعلمت أن هناك طالبة ماتت بالسرطان، ومن بعدها أصبت بوسواس الإصابة بالسرطان، وصرت قلقة جدا، فلم أستطع الأكل ولا النوم ولا الذهاب للمدرسة، ودخلت في حالة اكتئاب لمدة 5 أشهر، وأصبت بالثعلبة من كثرة التفكير، وازدادت حالتي سوءا، فراجعت المستشفى، وتبين أني سليمة، فاطمئننت.

وفي عمر 16 سنة شاهدت فيديوهات عن بداية الخلق، فأصبت بوساوس إلحادية، فكنت أبكي دائما خوفا من أن الله يسمعني وأنا أفكر في هذا الشيء، فصرت أصلي 50 ركعة يوميا، وأكثر من الأعمال لأتخلص من هذه الأفكار، وحتى لا يغضب الله علي، ولكنها استمرت، فدخلت حالة اكتئاب شديدة، وخوف من الموت، كنت أخاف أن أموت والله غير راض عني.

في عمر 19 سنة أصبت بوسواس مرض الإيدز، علما أني لم أمارس الفاحشة، كنت أبكي طوال الوقت خوفا من ردة فعل أهلي إذا علموا بمرضي، فعشت في قلق شديد ووسواس مستمر، حتى شعر بألم قوي في الصدر من الجهة اليسرى، فأصبت بوسواس مرض القلب لمدة 5 أشهر، فقمت بعمل فحوصات، وكانت النتائج سليمة.

الآن أكتب لكم وأنا أعاني من وسواس الخوف من مرض القلب والموت والإلحاد، ووسواس بلع اللسان، فأرجوكم ساعدوني، فحالتي النفسية مدمرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من رهاب المرض والموت بدرجة كبيرة من البداية، وصار يتشكل ويتغير، لكنه ما زال هو هو، أي أنه رهاب المرض، ويتغير من وقتٍ لآخر، ويأتي في شكل مخاوف وسواسية، لكن في الأصل المشكلة هي الرهاب، وهو طبعًا نوع من أنواع القلق، رهاب المرض -أختي الكريمة-.

وعلاجك يكون علاجًا دوائيًا وعلاجًا نفسيًّا، والعلاج الدوائي: أفضل دواء لهذا النوع من الرهاب هو الـ (سبرالكس) عشرة مليجرامات، والذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام)، ابدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرامات – بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمري عليها، وتحتاجين على الأقل فترة ستة أسابيع، حتى تبدأ أعراض الرهاب بالزوال، والآن طبعًا أعراض مرض القلب كما ذكرتِ، وبعد ذلك استمري على العلاج، أي حبة كاملة بعد الإفطار لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم أوقفيه بالتدرج بعد ذلك.

وشيء آخر لكي لا يدعم أعراض الرهاب: يجب أن تتوقفي عن الذهاب إلى الأطباء، والتوقف عن إجراء الفحوصات، لأن هذا يزيد الخوف ولا يُقلل منه.

استمري في العلاج كما ذكرت (السبرالكس)، وإن كان بالإمكان أن تتواصلي مع معالج نفسي لعمل جلسات علاج سلوكي معرفي، وقد تحتاجين فقط لحوالي عشرة جلسات أسبوعية لمدة خمسين دقيقة لكل جلسة، فهذا يكون أفضل، وإلَّا فاستمري على الدواء لفترة ستة أشهر، و-بإذن الله- تختفي هذه الأعراض وتواصلين حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً