الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من خجلي وضعفي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا خجولة جدا ولا أستطيع التعامل مع الناس، أخاف من مواجهة الناس ولا أستطيع الرد على أي إساءة كلامية توجه إلى تفكيرى يقف تماما عندما أتعرض لأي إساءة من أي نوع، لا أجد الكلمات التي يجب التحدث بها في هذه المواقف، ودائما صمتي يتم تفسيره على أنه ضعف مني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة: الخجل محصلة الوراثة، وطبيعة التنشئة الأسرية، ومكان السكن ونوعية المدارس التي درس فيها الشخص، ونوعية العمل. وللتخلص من الخجل، فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك بمشيئة الله.

- تأنِي قبل الإجابة أو الكلام، لا تتحدثي بسرعة لتخفي خجلك فهذا يزيد من توترك، بل أعطِ وقتاً للتفكير لكي تعبري عن ما يجول في خاطرك بشكل مناسب.

- حددي جميع المواقف التي تخجلين فيها، واكتبيها، وكل ما كتبت موقف اكتبي مقابله مبرراتك  لماذا تخجلين مثال: "أخجل عندما أرى مجموعة من الشباب في الشارع " الآن اكتبي مبرراتك: مثلاً: لأن عددهم كبير؛ لأني أخاف أحدهم أن يتفوه بكلمة مسيئة، أو لأنهم شباب فقط، وهكذا مع بقية المواقف، وبعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرئيها بتروٍ، وانظري هل المبررات تستحق كل هذا الخجل مقارنة بالموقف؟!

وكلما كتبت أكثر سوف تصبحين أكثر وعياً وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سوف يقل عندك مستوى الخجل، لأنك كلما واجهت موقف يخجلك سوف تضعين مبرر لهذا الخجل، وسرعان ما تتحررين من هذا الشعور بعد تكرار ذلك في أكثر من موقف.

- تواصلي وتفاعلي اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة ويجعل شخصيتك أكثر تماسكاً في معظم المواقف.

- ابحثي في ذاتك عن نقاط قوتك ولا تبحثي فقط عن نقاط ضعفك، وحاولي استغلال نقاط القوة وتطويرها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا وأكثر تفاعلاً وكفاءة، وسوف تتغلبين علة نقاط ضعفك.

- اصغي جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعيه، وقدمي أفكارك في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة ولم يهتم لها الطرف الآخر.

- أثناء اصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله واحرصي على التواصل بصرياً معه، وقومي بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكني من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة الخجل من الرد أو التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- تعوّدي على قول كلمة "لا" عندما يتطلب الموقف ذلك، لا تكوني منصاعة لكل ما يقال لك، أو تخافي من الرد.

- اتبعي طريقة "التدريب الذاتي" من خلال تخيل أن شخص أساء إليك بكلمة، هنا، قومي بتسجيل ردودك عليه بفيديو قصير على الهاتف، ثم شاهدي هذا الفيديو واحصري أخطائك، قد تقولين لا يفترض أن أقول له أيضاً الرد التالي: (......) أو لقد كنت متوترة جداً أثناء الرد علي أن أسترخِ، قومي بمسح الفيديو وسجلي رداً آخر، استخدمي هذه الاستراتيجية يومياً حتى تشعري أنك أصبحت بالفعل تردين بثقة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً