الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني للتخلص من الوساوس القهرية بدون أدوية.

السؤال

السلام عليكم.

إخوتي في الله، إنني مصابة بمرض الوسواس القهري، وكثيراً ما تعتريني الوساوس، ولكني والحمد لله في أغلب الأحيان أتمكن من القضاء عليها، ولكنها للأسف تتعبني، وتأخذ من وقتي الكثير، وأنا طالبة في المرحلة الثانوية، ووقتي ثمين، فأرجوكم ساعدوني: ما الحل غير تناول الأدوية؟ فأنا لا أستطيع تناول أي دواء كان.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ راحلة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأشكرك أيتها الأخت الفاضلة على سؤالك.

الوساوس القهرية كثيرةٌ جداً في مرحلة اليفاعة والشباب، وهي في كثيرٍ من الحالات يمكن أن تختفي دون أي علاج، ولكن في حالاتٍ قليلة قد تكون بالشدة التي تتطلب التدخل العلاجي.

يُعرف أن الوساوس القهرية تُعالج عن طريق العلاج السلوكي والعلاج الدوائي مع بعضهما البعض، فهذا هو الأفضل وهذا هو الأنجع، وهذا هو الذي يؤدي إلى نتائج باهرة، أما العلاج السلوكي وحده فهو علاج فعال لكنه يتطلب الالتزام من جانب المريض، ولابد أن يُطبق، وهذا العلاج باختصار هو: أن يحدد الإنسان مصدر وسواسه، وأن لا يتبع هذا الوسواس مطلقاً، بل على العكس يقوم بعملٍ أو فكرةٍ مضادة يثبتها في تفكيره، فإذن العلاج السلوكي يقوم على المواجهة، مع عدم الانصياع، واستبدال الفعل أو الفكرة الوسواسية بما هو مضادٌ لها، مع ضرورة التكرار المستمر للأفعال المضادة، فأرجو أن تقومي بكتابة كل الأحوال وأنواع الوساوس التي تنتابك، ثم تبدئي في علاجها واحدةً تلو الأخرى، ولابد أن تكون جلسات العلاج بصفةٍ يومية، وأن لا تقل عن أسبوعين.

أنا أحترم جداً تحفظك من الأدوية، ولكن أيتها الابنة الفاضلة أرجو أن أؤكد لك أن الأدوية الحديثة التي تستعمل في علاج الوساوس تعتبر أدوية ممتازة ونقية وفعالة، وليست ذات أثرٍ سلبي، وربما يكون استعمال الدواء أيضاً ضروري؛ لأن هنالك نظرياتٍ معتبرة تُفيد أن الوساوس في الأصل تنشأ من نوعٍ من الاضطراب الكيميائي البسيط، الذي يحدث لمادةٍ تعرف باسم سيروتينين، فأرجو أن تعيدي النظر في موقفك من تناول الأدوية، وربما يكون من المستحسن أن تتناولي أحد الأدوية السليمة لمدةٍ قصيرة حوالي ثلاثة أشهر فقط، والدواء الأفضل يُعرف باسم بروزاك، ويمكنك أن تتناوليه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، علماً بأن الدواء يدعّم العلاج السلوكي، ويؤدي إلى نجاحه، كما أن الدواء يقضي على القلق والتوتر، والذي كثيراً ما يكون مصاحباً للوساوس القهرية.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول عبير الخطيب

    الله يحفظك ويريح بالك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً