الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي أن رأي الناس يؤثر بي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم

أتأثر بوصف الناس لي، أطيل التفكير فيما قاله الشخص، وأخشى أن يكون ما قاله صحيحاً رغم معرفتي بنفسي وبصفاتي، إلا أنني أشعر أنني لا يجب أن أعترض وأنني بالتأكيد على خطأ.

عند ما وصفتني إحداهن بقساوة القلب -رغم معرفتها بأنني طيبة جداً- تأثرت كثيراً، فهي كلما غضبت مني تصفني بهذه الصفة، فبدأت أشعر بالخوف، وبأنني أقسى من الحجر نفسه في بعض الأحيان، رغم معرفتي وقناعتي التامة بأنني لست كذلك، حتى إن تلك الشخصية قالت لي بأنني طيبة جداً، ولكنها قالت ذلك لأنها كانت غاضبة.

في الواقع أتعمد أن أظهر نفسي بقساوة قليلاً لأنني أخجل أن أظهر للناس عاطفية، كيف أتخلص من هذه المشكلة؟

ربما المشكلة ساذجة مقارنة بباقي المشكلات، ولكنني أريد معرفة إجابتكم، ربما أتغير ويتغير طريقة تفكيري.

شكراً لكم على هذا الموقع المفيد، والذي لا أثق بأي موقع آخر غير موقعكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة: الكمال لله وحده، حيث يقول الله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى (11)، أما البشر ليسوا منزهين عن النقص أو الخطأ.

يبدو أنك تُعانين من الحساسية النفسية المُفرطة، وفي هذه الحالة تكون ردود فعلك مُبالغ بها إزاء المواقف أو الكلام الذي تتعرضين له. بمعنى، أن ردود فعلك النفسية ليست بحجم الفعل نفسه، ومن أسباب هذه الحساسية ما هو وراثي ومنه ما هو بيئي يتعلق ببيئة السكن، وأسلوب تربية الوالدين في البيت، وبيئة المدرسة.

- حاولي أن تكوني أكثر وضوحاً وصراحة مع نفسك؛ حتى تتمكني من علاج مشكلة حساسيتك وتجاوزها بأسرع وقتٍ ممكن.

- العمل على إحلال الأفكار الإيجابية محل الأفكار السلبية، فمعظم مشكلاتنا هي ليست المشكلة ذاتها بل طريقة تفسيرنا وتحليلنا للمشكلة، فإذا أعطينا اهتماماً مبالغاً فيه للفكرة أو للكلمة أو للحركة فنحن نضع أنفسنا في دائرة الحساسية الزائدة، وهذا الشعور إذا سيطر علينا يجعلنا مقيدون ولا نستطيع الفكاك من الأفكار السلبية التي تدمر حياتنا ومستقبلنا، إذاً الحل هو وضع التفكير الإيجابي في المقدمة وليس السلبي.

- تذكري أن لكل منا عيوب ومحاسن، فإذا كان لديك صفات سلبية فهناك ما يقابلها الكثير من الصفات الإيجابية.

- عندما يصفك أحدهم بصفة سلبية، وكانت هذه الصفة بالفعل فيك، عليك أن لا تغضبي بل على العكس، فهذه فرصة لتطوير شخصيتك وإعادة النظر فيما قيل، لتصبحي أكثر ثقة بنفسك، وضعي بالحسبان أن الذي وصفك أيضاً لا يتصف بالكمال، فهو بشر مثلك ومعرض للخطأ والنقص.

- يُساعد اتباع نمطٍ صحيّ للعناية بالذات على التخلّص من الحساسيّة وتجاوزها وذلك باتباع النصائح الآتية:

النوم المُنتظم مدّةٍ كافيّة ضمن روتين خاص.
ممارسة بعض الأنشطة البسيطة كقراءة كتاب أو كتابة مذكرات أو خواطر خاصة.

القيام برياضات التأمل المُختلفة التي تُساعد على تهدئة الأعصاب.
تجنّب الأماكن التي تُربكك وتُثير حساسيّتك وتُزعجك، مثلاً في حال كنت تكرهين الضوضاء والإزعاج والتجمّعات.
عليك أن تختاري الأوقات المُناسبة للخروج والتنزّه بعيداً عنها.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً