الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع اختيار تخصصي بسبب الظروف الضاغطة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أريد أن أشكركم على هذا العطاء من الإرشادات التي لا تقدر بثمن.

بدأت قصتي حين كنت صغيرا، حيث كنت قليل فهم المواد على اختلاف أنواعها، مر هذا الأمر إلى أن وصلت إلى صف من الصفوف، حينها اكتشفت أني لست إنسانا فاشلا، بل ببساطة أدرس بشكل خاطئ، وكانت أبرز مشاكلي هي اللغة؛ لأن أغلب المواد كانت باللغة الأجنبية، حاولت أن أحل هذه لمشكلة عبر معهد، ولم يعطوني خبرا بالقبول.

أنهيت الثانوية، وبعدها لم يكن لي رغبة في الدراسة في الجامعة؛ لأن جميع التخصصات بحاجة إلى لغة أجنبية جيدة، أنا واقف في مكاني. بدأت الجامعات بالتدريس، وبقي لي وقت قصير جدا على التسجيل في التخصصات.

بعض الأحيان أفكر لو كنت قويا في اللغة لكنت حققت نتائج مبهرة، وكنت أشك بهذا، ولكن أغلب أساتذتي يقولون لي إنك إنسان ذكي، وأيضا أسرتي، أخاف أن أدخل تخصصا وأفشل فيه، مع أني اخترت أحد التخصصات، والذي كانت من أسهل التخصصات، ورسبت به بسبب رسوبي بمادة اللغة الأجنبية، وبعدها لم أرغب في أي تخصص آخر، وتوقفت عن الصلاة فترة.

الآن أمامي طريقان إما أن أتخصص تخصصا علميا، حتى الهندسة أو الطب أو الكيمياء.....الخ وكلها تدرس باللغة الأجنبية، ونسبة التوظيف بها عالية، وإما أن أتخصص تخصصا أدبيا، ويوجد فيها قليل من اللغة الأجنبية كالقانون أو اللغة لعربية....الخ.

بالنسبة لي لدي طاقة، وأستطيع أن أبدع في أي مجال؛ لأني بطبيعتي أحب العلم، ولكن دون وجود إمكانيات مادية وفكرية لا يمكنك تحقيق شيء في الحياة إلا الكلام دون عمل.

دعوت وصليت ولكن لم أجد الحل.

شكرا على قراءة رسالتي، وأرجو أن تعطوني الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: يبدو أن مشكلتك مع هذه المادة الأجنبية أينما تذهب ولأي تخصص، فهي متطلب جامعي؛ لذا لا بد لك من الجد والاجتهاد والتسجيل في معهد مرة أخرى، وتبدأ من جديد لتصل إلى ما تصبو إليه، أما موضوع التخصص، ففيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك بمشيئة الله:

- عليك التمييز بين القدرات والميول، القدرات هي ما يكتسبه الإنسان بالجينات المتوارثة من والديه إضافة للعوامل البيئية وتأثيرها في تلك القدرات سلباً أو إيجاباً، أما الميول فهي شيء يحبه الشخص والأنشطة التي يستمتع الشخص بأدائها ويقضي فيها وقتا طويلا دون كلل أو ملل، فربما أميل إلى القراءات التاريخية والآثارية ولكني لا أمتلك القدرة على التخصص في التاريخ أو الآثار.

- قم بتقييم قدراتك، حدد القدرات الإيجابية والسلبية التي تمتلكها، وحدد لك مسارا واضحا تسير عليه بعيداً عن العشوائية في اتخاذ القرارات.

- قبل اتخاذ قرار بدراسة هذا التخصص أو ذاك ، قم بزيارة القسم الذي تود الدراسة فيه، والتق ببعض الطلبة، وتحدث إليهم عن طبيعة القبول في الكلية ومتطلباتها، وطبيعة المواد الدراسية، استمع لكلامهم عن تجاربهم في السنة الدراسية الأولى؛ فهذا يزودك بأفكار مبدئية لا بأس بها.

- التق أيضاً بخريجي هذا القسم واستمع لتجاربهم ومعاناتهم بعد التخرج.

- بعد جمع المعلومات عن إيجابيات وسلبيات كلا التخصصين يمكنك الآن اتخاذ قرار مبني على قناعة تامة.

- نوصيك بصلاة الاستخارة فهي سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، وصفتها: أن يصلي الشخص ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويُسميه .. من دراسة أو سفر) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. رواه الإمام البخاري.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً