الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام مزعجة لا تفارقني.. فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ 6 أشهر، ومن حينها والأحلام لا تفارقني، أسمع أثناء النوم نداء على ناس بأسمائهم، أغلبهم زملائي في العمل، أو أشخاص أقابلهم ولا تربطني بهم صلة، وأكثر اسم ازعاجا اسم طليقي السابق، علما أني لا أكن له أي شيء في قلبي، لكني لا أعرف ماذا يحدث لي أثناء نومي.

علما أني نادرة الأحلام، أيضا أحاول قراءة أذكار النوم، والنوم على طهارة، وأريد حلا جذريا لأنني مرهقة.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- وردا على استشارتك أقول:
إن الرؤى التي تعتريك إن كانت حادثة بحسب استشارتك، فإنها بسبب الحالة التي أنت فيها وهي خارجة عن إرادتك، وعلى زوجك إن سمع شيئا من هذا ألا يعول عليه، لأن النائم أشبه بالمغمى عليه، والرؤى خارجة عن إراداتك ولا يبنى عليها شيء ولا تنبى عن شيء.

بعض الرؤى تكون من الشيطان الرجيم خاصة مثل التي تأتيك؛ لأنه لا معنى لها، فما معنى مناداة فلان أو فلان وقد يكون من أسبابها ضغوط العمل عليك.

الذي ننصحك به ما يأتي:
- تشغيل سورة البقرة في البيت كل ثلاثة أيام، فإن الشيطان ينفر من البيت التي تقرأ فيه سورة البقرة كما ورد في الحديث عن الني صلى الله عليه وسلم.

- إخراج صور ذوات الأرواح من البيت، فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة وإذا لم تدخل الملائكة البيت حلت الشياطين.

- ينبغي الالتزام بأذكار اليوم والليلة كاملة وأقصد أذكار الصباح والمساء والطعام والشراب والدخول والخروج من البيت والحمام وأذكار النوم، وأن تجعلي لسانك رطبا من ذكر الله تعالى مع قراءة جزء من القرآن يوميا بحيث تقرئين ورقتين بعد كل صلاة فتختمين بعد صلاة العشاء.

- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وسلي ربك أن يصرف عنك هذه الرؤى المزعجة وأن يصرف عنك الشيطان الرجيم، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

- ينبغي أن تداومي على أذكار النوم وألا تقطعيها أو تتكاسلي عنها، وعليك أن تقرئيها بتمعن وتدبر قبل أن تضعي رأسك على الوسادة وأن تنامي على وضوء وتصلي الوتر قبل النوم.

- احذري من الوجبات الدسمة قبل النوم، فإنها من أسباب الأحلام المزعجة والكوابيس، ومن الناحية الصحية أن تتناولي عشاءك مبكرا بحيث لا تنامي إلا بعد مرور أربع ساعات من تناول الوجبة.

- لا تسمحي لتأثير هذه الأحلام أن تسيطر على تفكيرك، واجتهدي أن تتناسيها وكلما خطرت بخاطرك اقطعيها واصرفيها واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، فإن سيطرتها على ذهنك يجعلك دائم الاحتلام فيها وهذا ما يطلق عليه بحديث النفس.

- ارقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة ثم النفث في كفيك بدون ريق وامسحي ما تيسر من جسدك.

- الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك هذه الأحلام المزعجة وأن يسعدك في حياتك، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً