الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي مضادات القلق الحديثة التي لا تسبب التعود أو الإدمان؟

السؤال

ما هي مضادات القلق الحديثة التي لا تسبب التعود أو الإدمان مهما كانت فترة الاستعمال؟ رجاء ذكر مجموعة منها، ثم كيف لنا أن نغير نظرة الناس وتصوراتهم الخاطئة عن الدكتور النفسي، حيث يتصور الناس والأغلبية منهم أنه دكتور يعالج المجانين، وأن المريض النفسي في مفهومهم الخاطئ أنه إنسان مجنون؟ وهذا ما يصوره الإعلام كذلك في الأفلام وغيرها مما يحط من قيمة الطبيب النفسي والمريض في نفس الوقت.

ومن خلال قراءتي الاستشارات وردك المميز والسلس عليها يتضح أنك من الأطباء القلائل والنادرين المتمكنين من عملهم، وهذا ليس مدحا فيك حاشا لله بل حقيقة يشاهدها الجميع نسأل الله لك التوفيق لخدمة المسلمين.

أنا في الحقيقة أريد اسم دواء مضاد للقلق أستعمله ولا يؤدي إلى التعود والإدمان حيث إنني تنتابني أعراض القلق بسبب وبدون سبب، حيث إنني أتعالج من حالة اضطراب وجداني اكتئابي بحسب تشخيص طبيبي المعالج.

وقد تحسنت حالتي، وأنا مازلت قيد العلاج حيث أتناول دواء فافرين 50 مغ يوماً بعد يوم، ودواء أنافرانيل نصف حبة 75 مغ صباحا، ولكن تنتابني حالة من القلق، وعندما قرأت ردك بأن الزاناكس يسبب الإدمان تركته من فترة طويلة نسبيا، وقد استعملت البوسبار فلم يفيدني.

وقد علمت أن الموتيفال لا يسبب الإدمان وهو مضاد للقلق، ويصرف بدون وصفة طبية، علماً بأنه لا يوجد لدينا في البحرين، هل تنصحني به؟ وهل يتعارض مع الأدوية التي أتناولها أم أن هناك علاجاً آخر تنصحني به من أجل القلق الذي ينتابني؟ وهل يوجد في السعودية ويصرف بدون وصفة طبية؟ ثم ما هي بداية جرعة الأدوية المضادة للقلق ومدتها؟ وما هو اسم الموتيفال العلمي؟ وإن أمكن أن يكتب اسم الأدوية باللغة الإنجليزية.

ثم إنني إذا تركت الأدوية وأصبت ببعض الأعراض هل معنى ذلك أنني أصبت بنكسة؟ وما هي الجرعة بعد ذلك؟ وأخيراً هل أستطيع أن أستعمل علاجاً غير علاج الفافرين والأنافرانيل حيث إنني مللت من هذا العلاج رغم أنني تحسنت ولم أشف كليا؟ والآن لي 7 سنوات على هذا العلاج حيث إنني أخشى تبديل العلاج وأصاب بأعراض المرض التي أصابتني أول مرة، علماً بأن الأدوية التي يقال عنها حديثة غالية الثمن جداً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تُعتبر كل الأدوية التي تُستعمل الآن في علاج الاكتئاب النفسي أدوية مضادة للقلق إذا أُخذت بجرعاتٍ صغيرة، فالبروزاك بجرعة 10 مليجرام يُعتبر مضاداً للقلق، والزيروكسات بجرعة 10-20 مليجراماً يُعتبر أيضاً مضاداً للقلق، والإيفكسر بجرعة 37.5 مليجرام يُعتبر مضاداً للقلق، وكذلك السبراليكس بجرعة 5 مليجرام، وأصبح الآن الكثير من الأطباء في المحافل العلمية المعتبرة ينصحون باستعمال هذه الأدوية كمضاداتٍ للقلق، كما أن المكتب الأمريكي للأدوية والأغذية، والذي يُعرف باسم (Fda) والذي يعتبر أكبر مرجعٍ للأدوية والترخيصات ينصح الآن باستعمال أدوية الاكتئاب لعلاج القلق.

بجانب ذلك، هنالك أدوية يُعرف عنها أنها تُعالج القلق فقط، ومنها البوسبار، والذي ذكرت أنه لن يفيدك، والدواء الثاني يُعرف باسم فلونكسول، وهو من الأدوية التي تُستعمل أصلاً لعلاج الذهان العقلي ولكن بجرعاتٍ كبيرة.

أما الجرعة الصغيرة وهي نصف مليجرام، فتُستعمل لعلاج القلق، ويُعتبر من أكثر الأدوية التي نقوم الآن بوصفها ويستفيد منها الكثير من الناس بفضل الله تعالى.

هنالك دواء آخر يعرف باسم دوجماتيل، يُستعمل أيضاً لعلاج القلق، وهو ممتاز وإن كان يُعاب عليه أنه يرفع هرمون الحليب لدى النساء.

بالنسبة لقضية الطب النفسي ومفهوم الناس السلبي عن الطبيب النفسي، فهذه القضية كانت مثار اهتمام الكثير من الناس في العقدين السابقين، وقد تم دراسة وبحث ما يُعرف بالوسمة الاجتماعية، واتضح أنها في معظمها مختلقة، وأن مردها الإعلام خاصةً الأفلام والدراما العربية التي قد ساهمت في ذلك كثيراً، كما أن المعتقدات الاجتماعية الخاطئة خاصةً المتعلقة بالسحر والجنون وخلافه زادت في هذه المفاهيم الغير صحيحة، ولكن أبشرك أيها الأخ الكريم أنه وبحمد لله أصبح الطب النفسي الآن في مركز مرموق مقارنةً بالتخصصات الطبية الأخرى، وقد أصبح الناس يأتون إلى العيادات النفسية خاصةً التي تقدم خدماتٍ جيدة، وأصبحوا يتوافدون على هذه العيادات في وضح النهار ودون أي معاناةٍ تذكر.

بالرغم من هذه النظرة التفاؤلية وهي حقيقة الواقع، إلا أنه توجد الأقليات التي لا زالت تنظر نظرة سلبية للطب النفسي، وأرى أننا جميعاً مكلفين بأن نبذل جهداً أكثر، وأن نسوق للناس بصورةٍ علمية وأمينة الفوائد التي يمكن أن يجنيها الإنسان إذا تقدم للطبيب النفسي المؤهل والموثوق في حالة أنه شعر أنه في حاجةٍ لذلك.

الحمد لله الآن أصبحت هنالك مسائل كثيرة وفعالة في العلاج النفسي، وقد ظهرت أدوية كنا لا نحلم بها مطلقاً حتى زمنٍ قريب، فلله الحمد والمنة.

بالنسبة للقلق الذي ذكرت أنه لا زال ينتابك، يمكن أن تتناول مضاداً القلق مما ذكر أعلاه، وهو فلونكسول بمعدل نصف مليجرام صباح ومساء، وأتصور أنه موجود في معظم البلدان.

الموتيفال من الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب البسيط، وهو لا يسبب إدماناً مطلقاً، وفي كثيرٍ من الدول أو في معظمها يصرف دون أي وصفة طبية.

أما مكوناته العلمية، فهو يتكون من مركبين، يُعرف المركب الأول باسم نورتربتلين (Nortriptyline) أما المركب الثاني فيعرف باسم فلوفنزين (Fluphenazine).

إذا انتابتك الأعراض مرةً أخرى بعد تركك للأدوية، فربما يكون ذلك نوعاً من الآثار الانسحابية لهذه الأدوية، ومن أجل ذلك يجب أن تُسحب الأدوية بالتدرج.

أما إذا حدثت الأعراض بعد مُضي أكثر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع من توقيف الدواء بالتدرج، فهذا يدل على حدوث نكسةٍ مرضية، وفي مثل هذه الحالة يمكن أن يبدأ الإنسان تناول العلاج دون أي تردد؛ لأنه في واقع الأمر يكون لديه استعداد لهذه الانتكاسات.

نعم، يمكنك أن تستبدل الفافرين والأنفرانيل بدواءٍ آخر، ولكن كما ذكرت بكل أسف معظم الأدوية البديلة غالية الثمن، ومن هذه الأدوية البديلة زيروكسات وسبراليكس فهي الأفضل والأنسب، كما أن البروزاك يعتبر من الأدوية الفعالية، وتوجد الآن أنواع تجارية منه غير مكلفة من ناحية الثمن.

أسأل الله تعالى أن ييسر لك الحصول على ما تبتغيه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً