الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تميل لأهلها البوذيين وتتأثر بهم ولا تطيعني.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج من أوروبية، وبفضل الله دخلت في الإسلام، منذ سنين أعلمها قيم هذا الدين، وكل شيء على ما يرام، ولكن عائلتها بوذيون يحقدون علي، وعلى المسلمين، بالرغم أني دعوتهم كثيرًا من المرات للتقريب بيننا، وهم دائما يشتمونني ويهددونني، المشكل الكبير أن زوجتي تأثرت بهم، وأصبحت تسمع كلامهم في كل شيء، بالرغم أني حاولت الحديث معها أنه لا يجوز، وفي الإسلام يجب طاعة زوجك أولاً، تقول إنها تعرف، ولكن لا تريد العمل به، فتذهب إليهم وتعود لمنزلها متأخرة.

في كثير من الأحيان لا تقوم بواجبات البيت، وتسخر وقتها كله لإرضائهم، حتى أنها أصبحت تؤيدهم في تهديدهم، ولم تعد تصلي، حرت في شأنها، أدعو لها بالصلاح في صلاتي، فهل يجب أن أدعو عليهم؛ لأنهم ظلموني؟ خفت من الدعاء بالشر، فأشيروا علي ماذا أفعل من فضلكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منعم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

لقد أحسنت – أيها الحبيب – حين دعوت هذه المرأة إلى الإسلام، وقد كتب الله تعالى على يديك خيرًا كثيرًا، فلأن يهدي الله بك نفسًا واحدة خيرٌ لك من أموال الدُّنيا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله تعالى عنه: (لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنَ حُمْر النِّعم)، أي خيرٌ لك من الإبل الحُمْر، وهي أعزّ الأموال عند العرب.

نصيحتُنا لك – أيها الحبيب – أن تبذل وسعك في كسب قلوب أهل زوجتك، فالإحسان إليهم سيؤثِّرُ فيهم، هذا غالب أحوال الناس، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، فإظهارُك لهم الشفقة والرحمة والحرص على الخير لهم، وتقديم الهدايا التي يُحبُّونها ممَّا ليس فيه معصية لله تعالى، وقضاء حوائجهم، ونحو ذلك من المعاملة بالحسنى، كلُّ ذلك سيؤثِّرُ فيهم، وهذه المحاولات التي ستبذلها لكسب قلوبهم قد تؤدي بهم إلى مراجعة موقفهم من الإسلام أصلاً، كما أنها في الوقت ذاته ستدعو زوجتك إلى مراجعة مواقفها، وتقييمها بشكل مختلف، وإنصافك، وتعلُّقِها بك.

أمَّا ما تقفه زوجتُك من موقف الرفض لطاعة الزوج وأنها لا تعمل بهذا من أحكام الإسلام، فسببه ظاهرٌ جلي، وهو جهلها بالإسلام حقيقة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية ما تعوّدت عليه في المجتمعات التي عاشت فيها، من تمرُّد المرأة على الرجل، ومساواتها له، وغير ذلك من المفاهيم التي اعتادت عليها.

نصيحتُنا لك أن تصبر عليها، وأن تحاول تهذيب هذا الخلق فيها برفقٍ ولين، وسيكتب الله تعالى أجر هذه المحاولات، فإنه لا يُضيعُ أجر من أحسن عملاً.

أمَّا دعاؤك على مَن ظلمك فالأصل أنه جائز، ولكنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر في الحديث أن من دعا فقد انتصر، أي فقد أخذ حقَّه، فإذا دعوتَ على أهل قراباتك لأنهم ظلموك فهذا جائز من حيث الجواز، ولكن خيرٌ لك أن تدعو لهم بالهداية، وأن تأخذ بأسباب ذلك، فلعلَّ الله تعالى أن يُجريَ على يديك خيرًا لهم.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً