الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب شعوري بالاغتراب عن نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب، عمري 23 سنة، وأسكن في البوادي، أعاني من متلازمة غريبة، حيث أشعر بأن عقلي مغلق ولم أعد أستوعب شيئا، حتى جملا بسيطة أحيانا لا أفهمها، والآن أنا أدرس ولا أستطع أن أستوعب، كما وأشعر بالغربة عن نفسي، وكأنني في حلم غريب، ولا أستطيع التركيز.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zeno حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

وصفك لحالتك واضح جدًّا.

بالنسبة للشعور بأن مخك مُغلق: ناتج من القلق المقنع، القلق الداخلي حين يُهيمن على الإنسان تتسابق الأفكار في داخل الإنسان لدرجة الإجهاد، هذا يعطي الإنسان شعورًا بأن مخه أصبح لا يتحمّل أي أفكارٍ جديدة، أو كأنه فارغ، أو مُغلق تمامًا، وهذا يعطي الشعور التام بعدم الاستيعاب، بالرغم من أن كل الموصِّلات العصبية والميكانيزمات المتعلقة بالذاكرة وتسجيل المعلومات ثم الاستفادة منها تكونُ سليمة مائة بالمائة.

أمَّا مشكلة التغرُّب عن الذات – أو هكذا تُسمَّى – هي نوع ممَّا يُعرف باضطراب الأنّية، وهو أيضًا كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالقلق النفسي.

أنا أؤكد لك أن هذه الحالات هي حالات عارضة وحالات غير خطيرة، وأقول لك: حاول أن تُمارس تمارين استرخائية مكثفة، هذه من العلاجات المفيدة جدًّا. توجد مواقع على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015)، يوجد بها توضيح لكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وطبعًا لو استطعت أن تقابل مختصًّا في الصحة النفسية ليُدرِّبك على هذه التمارين أيضًا؛ هذا سوف يكون مفيدًا.

من الضروري جدًّا أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وأفضل طريقة هي أن تنام نومًا ليليًّا مبكِّرًا، أن تتجنب السهر تمامًا، وطبعًا تستيقظ مبكِّرًا، وسوف تجد نفسك في وضعٍ مريح أكثر، والاستيعاب لديك أحسن، تُصلي صلاة الفجر، ثم تقوم بتمارين رياضية إحمائية، تقوم بالاستحمام، تتناول الشاي، ثم تدرس بعد ذلك لمدة ساعة تقريبًا، وهذا وقت طيب جدًّا، ودرجة الاستيعاب فيه عالي جدًّا، والبكور فيه بركة عظيمة.

أريدك أيضًا أن تتناول كوب من القهوة مرتين صباحًا وعصرًا، هذا أيضًا يُحسّن التركيز ويُقلِّل القلق. تلاوة القرآن بتدبُّر وتأمُّل تُريح النفس كثيرًا، وتُزيل القلق، وتجعل مستوى الاستيعاب عند الإنسان ممتاز جدًّا.

توزيع الوقت والترفيه عن النفس أيضًا مطلوب، أن توزع وقتك بصورة صحيحة؛ هذا أمرٌ ضروري جدًّا.

توجد علاجات دوائية. معظم مضادات القلق والمخاوف والوساوس والاكتئاب مفيدة، خاصة حين نعطيها بجرعات صغيرة، كما أن مجموعة الأدوية التي تُسمَّى بالـ (بنزوديزبينات) مثل الـ (لورازيبام) أو الـ (ألبرازولام)، أدوية أيضًا مفيدة، لكن يجب أن تستعمل لفترة قصيرة، لأن هذه الأدوية قد تؤدي إلى التعوّد.

فإذًا – أخي الكريم – هذه هي نصائحي لك، وإن شاء الله تعالى كل ما بك يزول. أرجو أن تتبع ما ذكرتُه لك من تطبيقات.

أمَّا بالنسبة للأدوية فالـ (ألبرازولام) لا يمكن أن يُوصف إلَّا من خلال طبيب مختص، وكما ذكرتُ لك يجب أن يُستعمل لمدة قصيرة، لكنّه علاج رائع جدًّا لعلاج التغرُّب عن الذات. أمَّا الدواء الآخر فيمكن أن أصفه لك، وهو من الأدوية الممتازة – كما ذكرتُ لك – يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، هنالك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، أرجو أن تتناول نصفها – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله الوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً