الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوساوس التي تنتابني حول النية في الأعمال؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب في الجامعة أدرس لغة أجنبية.

بدأت مشكلتي من الثانوية العامة، والتي نبذل فيها قصارى جهدنا كي ندخل كلية عالية، لكني مع التزامي ودخولي لطريق الدين والتدين بفضل الله تعالى -أحمده وأشكره سبحانه على تلك النعمة التي أقدر أهميتها ولن أتخلى بإذن الله عنها أبدا، أسأل الله ذلك- بدأت تلك المشكلة، ولكن بالطبع لن أعلق سبب تلك المشكلة بتديني أبدا، فأكيد أن تلك المشكلة إنما هي نابعة مني.

فمنذ سيري على ذلك الطريق وأنا أحاول أن أجعل كل عمل أعمله لوجه الله وحده، وألا تكون نيتي أبدا دنيوية، فمثلا دراستي تكون لله ولنفع الأمة و...إلخ، وكذلك مع بقية الأعمال، لكني عندما أردت ذلك بدأت الوساوس تلاحقني من كل مكان، فتقول لي إنك تدرس من أجل الدنيا ومن أجل الحصول على المال، ما هذا؟ هل خلقت لأجل هذا؟ إنما خلقت لتعبد الله، لا لأن تجمع المال والحصول على وظيفة مرموقة، وهكذا.

فبدأت أبحث عن حل لتلك الوساوس، فوجدت حلها، وهو الإعراض عنها، فكلما حاولت الإعراض عنها جاءت لي مرة أخرى، وأحس أني غير مقتنع بالإعراض عنها، فشكوتها لأحد الشيوخ فقال لي:
هذه الوساوس بسبب أنك لا تريد الدراسة أصلا، ولا تريد العمل، وإن كنت تريد ذلك لما جاءت إليك تلك الوساوس، ومع ذلك الأمر بدأ مستواي في الدراسة ينزل، وينزل، حتى دخلت الامتحانات وأصبت بالكسل الشديد والإحباط حتى أصبحت نتائجي في الاختبار أقل مما يجب، مع أنها ليست سيئة جدا، لكن المشكلة ما زالت معي في الجامعة، وتزيد، حتى أصبحت مهملا جدا، وأخشى السقوط، وأهلي غاضبون مني، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التزامك الديني ليس له علاقة بما تسميه "وساوس"، ومعظم الناس تدرس حالياً لتحصل على العلم والمال، فالعلم حاليا استثمار، وليس للحصول على المعرفة فقط، فإذا كان الكل سوف يسخر نفسه للعلم فقط، فمن أين سيأكل ويشرب وينفق على أسرته؟ ولا حرج في الجمع بين نيتين: نية نفع الناس بالعلم وخدمتهم بالوظيفة، ونية نفع النفس أيضًا بالعلم وباستغلاله في الحصول على وظيفة، لا تعارض بين الاثنين.

ولا تجعل الأمور تتداخل ببعضها البعض، تدينك ليس هو سبب انخفاض تحصيلك. ودعنا نفكر بطريقة عملية، وتحسن من تحصيلك، وفيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك:

- خصص مكانا للدراسة، وتجنب الدراسة في الأماكن التي تقوم فيها بنشاطات أخرى؛ فعلى سبيل المثال: يجب أن لا تدرس في السرير، أو في مكان اللعب، أو أمام شاشة التلفاز.

- ابدأ بدراسة المادة التي تحبها أكثر من غيرها.

- لا تؤجل الدراسة والواجبات، بل أنجز كل ما هو مطلوب منك.

- صمم برنامجاً زمنياً لدراستك، يتضمن الأيام، وساعات الدراسة، وساعات الفراغ والترويح عن النفس.

-  صمم قوائم تُبين مدى الإنجاز أثناء الدراسة بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المُنجزة لكل مادة، واعمل على ربطها بوقت محدد، مثلا: وحدة في مادة اللغة العربية ضع لها يومين، هنا التزم بالوقت المحدد، وحاول أن تنجز المطلوب خلاله.

- قلل من ساعات استخدام جميع مشتتات الذهن، وأهمها: (الهاتف الذكي وما يتضمنه من برامج تواصل اجتماعي.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً