الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والقلق والحزن، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

دكتور محمد عبد العلم بارك الله فيك.

أعاني من الاكتئاب وعندما أتناول مضادات الاكتئاب، تدخلني في مرحلة نشاط وكثرة الكلام وقلة النوم، والثقة بالنفس ثم انتكس إلى الاكتئاب مرة أخرى والقلق والحزن الدائم والتململ.

أرفض تناول مضادات الذهان، لأنها ترهقني وتتعبني وتضعفني جنسياً، ولا أعاني من اعراض ذهانيه سبق لي اني استخدمت لاميكتال مع لسترال فدخلت في مرحلة هوس.

حالياً أنا أتناول اللاميكتال منذ أسبوعين بجرعة 50 صباحاً ومساءً، ولا أري نتيجة، وعند اللزوم سوليان 50 لتهدئة القلق، وحتى يعمل اللاميكتال فعاليته، ولم أحس مع لاميكتال بطفح ولا حكة، فقط هبات ساخنة تذهب وتعود فقط.

ما رأيك بالاميكتال وحده، وما مدته لكي أتحسن في حالتي؟ علماً أن بي اكتئاباً شديداً حالياً؟

ما جرعة اللاميكتال في حالتي لكي يذهب الاكتئاب ويثبت المزاج؟ وما رأيك في دواء سيمبالتا مع اللاميكتال؟

علماً أن مثبطات السيرتونين الانتقائية بأكملها لم تأت معي بفائدة، علماً بأنه لم يأت الهوس إلا بتناول مضادات الاكتئاب؟

هل عندما يثبت المزاج ينتهي القلق المصاحب للاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب، لأن القطب الاكتئابي هو المهيمن معي؟ وليس الهوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أولاً: يجب أن نتفق على التشخيص، فمن الواضح أنك تعاني ممَّا يُعرف بـ (الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الاكتئابي)، وفي هذه الحالة بالفعل مضادات الاكتئاب لا تصلح معك، أنا لا أقول أنها ممنوعة منعًا باتًّا، في بعض الأحيان قد نُضيف مضادات الاكتئاب مثل عقار (زيروكسات) أو عقار (ويلبيوترين)، لأن هذه أيضًا تعمل من خلال الدوبامين، بجانب السيروتونين والنورأدرينالين؛ فهي غالبًا لا تدفع الإنسان نحو القطب الاكتئابي، لكن مثبتات المزاج وحدها سوف تكون كافية في حالتك.

قم بزيادة جرعة اللامكتال تصعيديًّا حتى مائتين مليجرام، تكون مائة مليجرام صباحًا ومائة مليجرام مساءً، وأنا أكونُ سعيدًا جدًّا لو استمريت على السوليان بانتظام بجرعة مائة مليجرام. نعم أنت قلت أنك لا تريد أن تتناول مضادات الذهان، لكن السوليان بجرعة مائة مليجرام ليس مضادًا للذهان أبدًا، وفي دول مثل إيطاليا السوليان يُعتبر من مثبتات المزاج الأساسية جدًّا، يُعطى كثيرًا لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

أعتقد أن هذا سوف يكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك، اللامكتال بجرعة مائتين مليجرام في اليوم، لكن طبعًا اللامكتال يجب أن تصبر عليه، حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح، وتبدأ الفعالية العلاجية الإكلينيكية بالنسبة للدواء، ويُضاف إلى اللامكتال السوليان، وهذا سوف يكون كافيًا جدًّا.

طبعًا الحل الآخر هو: تناول جرعة من كربونات الليثيوم، بعض الناس يفيدهم اللامكتال زائد الليثيوم، أنا لديّ نحو ثلاثة أو أربعة أشخاص من الإخوان الأعزاء الذين يترددون على عيادتي، ولديهم الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الاكتئابي، وأفادهم كثيرًا تناول اللامكتال مثلاً بجرعة مائتين مليجرام، يُضاف إليه الليثيوم بجرعة أربعمائة مليجرام في اليوم، هذا أيضًا أحد المقترحات التي يمكن طرحها، لكن ليس من الضروري حقيقة أن تنتقل لليثيوم مباشرة.

السيمبالتا لا يُوافقك أبدًا، السيمبالتا دواء قوي، يعمل من خلال النورأدرينالين والسيروتونين، وليس له فعالية على الدوبامين، فهو بجرعة ستين مليجرامًا وأكثر قد يُدخل الإنسان في القطب الهوسي ولا شك في ذلك، فابتعد عنه بُعدًا تامًّا.

طبعًا مثبت المزاج قطعًا سوف يزيل القلق المُصاحب، هذا أمرٌ معروف ومُثبت، وعقار مثل السوليان على وجه الخصوص بجانب اللامكتال سوف يقضي على القلق تمامًا، وسيكون من المفيد أيضًا أن تُطبِّق الآليات العلاجية الأخرى مثل: ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، وحُسن إدارة الوقت، هذه كلها مهمة ومفيدة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً