الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحل مشاكلي مع زوجي بسبب أهله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ ٧ أشهر، تزوجنا بمحبة دامت سنتين منذ خطبني، والآن صرنا نعيش في مشاكل بسبب أن أهله لا يحبونني، ولا يرغبون فيّ، منذ تزوجنا إلى الآن كلما ندخل البيت نتخاصم على أتفه الأسباب، ونختلف وتصل بيننا المشاكل إلى الطلاق، وأنا لا أعرف كيف أتصرف أبداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، وهذا يدلُّ على حرصك ورغبتك في أن تستقر الحياة، نسأل الله أن يكتب لكم السعادة والاستقرار، وأن يُحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

ننصحك باللجوء إلى الله تبارك وتعالى أولاً، ثم ندعوك للإحسان إلى أهله وإن أساءوا أو قصّروا، واعلمي أن علاقتك مع الشاب المذكور هي الأساس، وهي القاعدة التي ينبغي أن تُبنى عليه سائر المواقف، ومهما حصل من توتر بينك وبين أهله فإنك تستطيعين أن تُغيري هذه الصورة، إذا قابلت إساءتهم بالإحسان، وقطيعتهم بالوصال، وتجاوزهم بالعفو والصفح والحلم، وحرصتِ على أن تُدخلي السرور على زوجك.

أرجو ألَّا تحاكميه على ما يحدث من أهله، فالإنسان قد يصعب عليه السيطرة على أهله، ولكن احرصي دائمًا على إبراز ما فيه من المحاسن، وقومي بما عليك من الواجبات، واعلمي أن العلاقة الزوجية طاعة لربِّ البريَّة، وأن خير الأزواج عند الله تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، وأنت أوَّلُ وأحسنُ مَن يفهم هذا الزوج الذي قضيت معه فترة طويلة قبل الزواج.

الآن -الحمد لله- جمعك الله به في الحلال، فأنت مَن تملكين مفاتيح شخصيته، تفادي الأمور التي تُضايقه، واحرصي على أن تقومي بما عليك، واحتسبي الأجر والثواب عند الله.

اعلمي – يا بنتنا – أن إساءة الزوج لا تُبيح لك الإساءة، كما أن إساءتك لا تُبيح له التقصير في حقك أو الإساءة، لأن العلاقة الزوجية – كما مضى – طاعة لربِّ البريّة، فالذي يُحسن ينال الأجر، والذي يُقصِّر يُسائله الله تبارك وتعالى عن التقصير.

أحب أن أؤكد لك أيضًا أن المدة التي قضيتها مع زوجك غير كافية لحصول معرفة ووفاق حقيقي، لذلك أنتم في البدايات، اجلسي معه جلسة حوار هادئة، اسأليه عن الأشياء التي يُحبُّها فقومي بها، وأخبريه عن الأشياء التي تُحبِّينها ليقوم بها، وكذلك الأشياء التي لا يُحبُّها من أجل تفادي هذه الأشياء.

اعلمي أن ما بين الزوجين أكبر من المشاكل الصغيرة، فالحياة الزوجية قطار مُسرع، لا يتوقف إلَّا في المحطات الكبيرة، فلابد من تنازلاتٍ من الطرفين ليكون المُلتقى في منتصف الطريق، فإن التنازلات والتعايش والتأقلم والتكيُّف والتعاون على الأجزاء المتفق فيها، والحرص كذلك على الوفاق، يُوصِلُ إلى التآلف، وهذا ما نُريده، وهذا يحتاج إلى بعض الوقت، ولا مانع عندنا من أن تتواصلوا مع موقعنا أنت وزوجك.

أنت في البداية، اجعلي هدفك وهمّك الحفاظ على هذه الأسرة، واعلمي أن الأمور تتغير، أكثروا من اللجوء إلى الله، واعلموا أن قلوب أهله وقلب الزوج وقلوب الخلق جميعًا بين أصابع الرحمن يُقلِّبُها ويُصرِّفُها، واعلمي أيضًا أن طاعتك لله تبارك وتعالى وإقبالك بقلبك على الله هو الذي يجعل قلوب الآخرين تُقبل عليك وإليك، خاصة أهل الزوج.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا الحائرة

    أنا أيضا مثلك ولدي خلافات مع زوجي
    كان الله في عون كل امرأة تريد أن تستقر وتحافظ على حياتها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً