الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدينا أخ مراهق جاءته حالة تشنجات، ما العلاج؟

السؤال

أخي بعمر 12سنة، وزنه 64 كيلو، أصيب وهو نائم بحالة من التشنجات، ذهبت به إلى الدكتور ووصف الحالة بأنها صرع، وأعطاني دواء تيراتام 500 مج، قرص مرتين يومياً، ثم ساءت الحالة وبدأت تظهر له تهيؤات بصرية.

أعطاني له ديباكين 500مج نصف قرص يومياً، وبعد أسبوع زاد لي جرعة العلاج، وأصبح تيراتام500 مج قرص ونصف قرص مرتين، والديباكين أصبح قرصاً كاملاً يومين، ومع زيادة الجرعة بدأ يهرش كثيراً، ( حكة) وظهور انتفاخ في صدره ويؤلمه، هل هذا الدواء ممتاز؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Halaahmed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لأخيك هذا الصحة والعافية.

النوبات الصرعية الليلية تُعتبر أخفض ضررًا من النوبات الصرعية العامّة التي تحدث في جميع الأوقات، وهذا الطفل – حفظه الله – من المفترض أن تكون رعايته الطبية تحت طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وبفضلٍ من الله تعالى الآن يوجد أطباء مختصُّون في الصرع لدى الأطفال، إذًا تحت هذا التخصص يجد الطفل -إن شاء الله تعالى- الرعاية الطبية المطلوبة.

عقار (تيراتام Tiratam) الذي وصفه الطبيب من الأدوية المعروفة، من الأدوية الفاعلة جدًّا، ويُسمّى علميًا (ليفيتيراسيتام Levetiracetam)، ومن أسمائه التجارية المشهورة (كِيبرا Keppra)، وأمَّا الـ (ديباكين Depakine) فهو دواء أيضًا معروف جدًّا لعلاج الصرع، وكلا الدوائين حقيقة مفيد ومفيد جدًّا.

مع احترامي جدًّا للطبيبة أنا أعتقد أن جرعة التيراتام التي بدأ بها كانت كبيرة نسبيًّا، ليست جرعة سمّيّة أبدًا، والتيراتام يمكن في بعض الأحيان أن يؤدي إلى تغيرات نفسية، ونعرف أن كثيرًا من الذين يبدؤون هذا الدواء يُصابون بالقلق وبالتوتر والميول نحو العصبية الشديدة، وفي بعض الحالات قد تظهر هلاوس بصرية أو حتى هلاوس سمعية، ففي غالب الظن أن الأعراض هذه ناتجة من هذا الدواء، بالرغم من أنه دواء رائع وفاعل جدًّا لعلاج الصرع.

الأمر الثاني هو: أن هذا الطفل – حفظه الله – ربما تكون البؤرة الصرعية موجودة في جزء من الدماغ يُسمَّى بالفص الصدغي، البؤرة الموجودة في هذا المكان في الدماغ تجعل المريض لديه القابلية للهلاوس وللتهيؤات، فإذًا هذا الأمر وارد أيضًا، وكلّ هذا يمكن أن يُحدد من خلال إجراء تخطيط للدماغ، وإن تطلب الأمر أيضًا إجراء صورة مقطعية أو صورة بالرانين المغناطيسي للدماغ، وكذلك طبعًا لابد أن تُجرى الفحوصات العامة الأخرى، نتأكد من مستوى الدم لدى هذا الطفل، وظائف الكبد، وظائف الكلى، هذه أشياء أساسية ومهمّة وليست مكلفة أبدًا.

الآن بما أن الطفل بدأ يهرشُ كثيرًا وظهر انتفاخ، فهذه غالبًا حساسية ناتجة من الديباكين، وفي هذه الحالة أنا أنصح أن ترجعوا للطبيب مباشرة، أن يقوم الطبيب بإجراء، إمَّا أن يُوقف هذا الدواء أو يخفض جرعته، وجرعته ليست كبيرة، وفي ذات الوقت أيضًا قد تكون الحساسية ناتجة من التيراتام، فالاحتمالات واردة.

في نهاية الأمر -إن شاء الله تعالى- هذا الطفل سيتحسّن، ونصيحتي هي الالتزام والاهتمام بأن يتناول علاجه بصورة منتظمة، وأن يعيش حياة طبيعية، أن ينظم وقته، ومن أهم الأشياء أن يتجنب السهر والإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، ونساعده أن يجتهد في دراسته، أن يحرص على صلواته، أن يستمتع بطفولته حسب ما هو متاح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً