الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف وهلع بسبب اتهامي بشرفي في صغري..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا شاب في 23 من عمري، وأعاني في صمت منذ سن 10، تعرضت للكثير من الصدمات في حياتي، وأشدها أني أتهمت في شرفي منذ كنت في سن 10، وهذا الاتهام لا يزال يسري إلى يومنا هذا، أصبحت الفكرة تراودني كل يوم صباحا ومساء، تركت دراستي، وأصبحت أصاب بالخوف من أتفه الأشياء، حتى أني إذا رأيت أحدا يحدق بي تصيبني نوبة هلع شديدة، وتأتيني فكرة أنه يريد التحرش بي، أصبحت هذه الفكرة شبحا يسكن عقلي، لا تتركني أبدا حتى أني لا أثق بأحد، وما يقتلني أكثر أني بريء من هذا الشيء، وأخاف أن أتعرض له بسبب الافتراءات التي نقلت عني، لا أملك أحدا يخفف عني ألمي إلا الله، فمعظم أصدقائي يزعجونني بهذه القصة التي لا أساس لها.

أرجوكم هل هناك حل لمشكلتي، لا أريد شيئا سوى إسعاد والديّ اللذان يتعذبان عند رؤيتي في هذه الحالة، ولا يعرفان ما أعانيه.

أشكركم على المجهودات التي تقومون بها من أجل مساعدة الناس.

حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الله يحب أهل الإيمان، هو وليهم، يقول الله في محكم تنزيله [أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ]، فلهم من ولاية الله على قدر ما لهم من الإيمان والتقوى، لذا لا تخف، وابق ثابتاً بما أنك على حق، والله سوف يكون معك.

سوف تقل معاناتك من الخوف والهلع عندما تجد حلا جذريا لموضوع ما يشاع عنك وتثبت عكس ذلك بالحجة على من يتهمونك بذلك، والآن أحضر هؤلاء الأشخاص وواجههم بالأمر بسؤال محدد وصريح: هل رأيتموني أقوم  بشيء يغضب الله، أو يتعدى حدوده مع فلان؟ لا تترك من يتهمك غارقاً في أوهامه ولا تقل سأدعه يفكر كما يريد، فهذا خطأ، بل يجب أن يعرف أنه مخطئ، ويتوقف عما يعتقد ويلتزم حدوده ولا يتعداها؛ لأن عدم المواجهة يفسح المجال لانتشار الاشاعة عنك، وهذا سوف يدمر مستقبلك.

وفي بعض الحالات يلجأ الأشخاص الذين يمرون بنفس حالتك إلى القضاء لتكون له كلمة الفصل في ذلك، وذهابك للقضاء سوف يثبت للجميع أنك واثق من براءتك، وأن الآخرين اتهموك زوراً وبهتاناً وهذا كفيل أن يخلصك من كل المخاوف ويعيد لك ثقتك بنفسك.

للتقليل من مخاوفك الحالية: قم بتطبيق استراتيجية "لإزالة الخوف" وصولاً إلى المواجهة، من خلال:
(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.
(ب‌) تخيل المشكلة التي ستواجهك (التحرش أو الاعتداء)، وسَتُحدث فيك القلق والخوف.
(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.
(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.
(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ث) فأنت ستشعر ببعض القلق والخوف.
(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.
(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.
(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.
(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.
بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى القلق والتوتر.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً