الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحساسية في التعامل مع الناس وكيفية التغلب عليها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية في الصف الثالث، منذ صغري وأنا وحيدة حتى في البيت، صراحةً لم أحظ بالاحتواء يوماً، إلا من قليل من الأصدقاء.

أنا الآن أحاول أن أهزم الجانب الانطوائي فيّ، حتى أتعامل بشكل طبيعي، وغالبا بفضل الله يراني الناس لطيفة واجتماعية إلى حد ما؛ لكنني بعد حديثي مع أحد أصدقائي، أو أي شخص لمدة كبيرة مثل ساعة أو في تلك الحدود، أشعر أني مخطئة وأني أخطأت في كثير من حديثي، ويدوم معي هذا الشعور فترة، وهذا متعب ليّ.

المهم أني حساسة في التعامل مع الناس، وعصبية، وأحياناً أتحدث إلى نفسي كأنها شخص ما يفهمني، الصراحة أنا متعبة جدا وأسرتي تهمشني دائماً، ورغم شغفي الدائم وحبي للعلم إلا أني منطفئة منذ مدة طويلة ومقصرة جدا في دراستي وحفظي للقرآن.

هل أذهب لزيارة طبيب نفسي، وإن كان هناك حل فما هو؟

شاكرة مقدما، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Slmyahmed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يلي مجموعة من الاستراتيجيات العملية التي سوف تساعدك في تخطي مشكلتك بمشيئة الله:
- من الأساليب الفعالة هو "الحديث مع الذات" وذلك من خلال اختيار موضوع اجتماعي معين (زواج، طلاق، انفصال، دين، ثقافة عامة، ...) واعملي على إبداء رأيك بهذا الموضوع من خلال تسجيل رأيك لمدة قصيرة لا تتجاوز الثلاث دقائق، بعدها شاهدي التسجيل، وانتقدي نفسك (نغمة صوتك، سرعة الكلام، قدرتك على الإقناع، قدرتك على تلخيص الموضوع، مدى تركيزك على المشكلة، لغة الجسد...) ثم سجلي فيلماً آخر تتلافين فيه أخطاء الفيلم الأول، وهكذا، إلى أن تصلي إلى الهيئة المناسبة في الحديث، ويفضل عرض الأفلام على صديقة مقربة وتقديمها لانتقادات تثري من طريقتك في الحديث.

- في حال لاحظت خطأ عند الناس يمكنك التعبير عن رأيك بأسلوب مقنع بالابتعاد عن الكلام الجارح، واختاري كلمات أكثر تقبلاً للنفس، فهذا لا ينفر الآخرين منك، أما إذا شعرت أنك لا تستطيعين السيطرة على نفسك وكلامك، وتظهرين وكأنك سلبية من وجهة نظر الآخرين، فالأفضل هو "الصمت".

- امدحي الآخرين على كلامهم الجميل، وعلى تصرفاتهم اللبقة.

- إذا كان مزاجك سيئا، فلا تتعاملي مع الآخرين، وتجلسي بينهم.

- تعودي على التبسم عند السلام على الآخرين أو محادثتهم.

- اصغي جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعيه، وقدمي أفكارك في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة ولم يهتم لها الطرف الآخر.

- أثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله واحرصي على التواصل بصرياً معه، وقومي بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكني من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة الخجل من الرد أو التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- حددي السلبيات في شخصيتك، فأنتِ تعرفينها جيداً، ولا تعتقدي أن هذه الصفة جيدة فيك، لكن الناس لا يتقبلونها، فالذي يحكم على أن هذه الصفة محمودة أو مذمومة هو مدى اتساق هذه الصفة مع ما هو مقبول عند معظم الناس، مثلاً الشخص الثرثار غير مقبول عند الكثيرين، وكذلك فإن الشخص الذي نادراً ما يتحدث مع الآخرين أيضاً غير مقبول.

- كوني هيّنة ليّنة أثناء تعاملك مع الآخرين، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل)).

- بالنسبة لدراستك: لا تؤجلي الدراسة والواجبات، بل أنجزي كل ما هو مطلوب منك، فهذا سيثير فيك الالتزام والرغبة في التعلم.

- صممي برنامجاً زمنياً لدراستك، يتضمن الأيام، وساعات الدراسة، وساعات الفراغ والترويح عن النفس.

-  صممي قوائم تُبين مدى الإنجاز أثناء الدراسة بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المُنجزة لكل مادة، واعملي على ربطها بوقت محدد، مثلا: وحدة في مادة اللغة العربية ضعي لها يومين، هنا التزمي بالوقت المحدد، وحاولي أن تنجزي المطلوب خلاله.

-  الانتهاء من الدراسة أولاً ثم مارسي هواياتك المفضّلة.

- اختاري بعض الزميلات، وراجعي معهم المادة العلمية، فهذا سوف يشجعك ويوجد فيك حب التنافس.

- قللي من عدد ساعات استخدام جميع ما يشتت الذهن، وأهمها: (الهاتف الذكي وما يتضمنه من برامج تواصل اجتماعي).

- ومن أدعية التوفيق والنجاح:
"ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، بسم الله الفتاح، اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، يا أرحم الراحمين".

اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، اللهم اهدنا لما تحب و ترضى، اللهم هبنا علمًا ينتفع به، وعملًا يقربنا إليك، وهبنا صبرًا وثباتًا في الدين.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً