الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعمل طبيبا لكنني لا أحب مواجهة الناس، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم.

عمري الآن ٣٧ سنة، متزوج ولدي ٣ أطفال وأعمل طبيبا، وآخذ منذ فترة طويلة فينلافاكسين (Effexor) ١٥٠ ملغ صباحا، وميرتازابين (Mertazapine) ٣٠ ملغ مساء.

حاولت تخفيف الجرعة إلى ١٥ ملغ لكنني أحسست بتراجع حالتي، وآخذ أيضا Oxybutynin ١٠ ملغ لتخفيف التعرق الغزير، وبيزوبرولول ٥ ملغ لعلاج ارتفاع الضغط وتسرع القلب، واتورفاستاتين ٢٠ملغ بسبب فرط الكوليسترول لدي.

أوقفت اللكسوتان حسب نصيحتكم فتحسنت كثيرا، لكن بعد عدة أيام حصل لدي ألم قرحي في المعدة، (قرحة شدة) لم تتحسن إلا بالعودة إلى اللكسوتان ١.٥ ملغ، لكنني أحس أنه يغلق عقلي ويجعلني انطوائيا أكثر، فأنا اجتماعيا سيء جدا، لا أحب مواجهة الناس، ولا الزيارات، ولا الكلام.

علما أننا نعيش في ظروف شديدة السوء في بلادنا، من الفقر والغلاء وانعدام كل وسائل المعيشة والخوف الدائم.

يرجى النصيحة لحالتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Maher حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ولديك استشارات سابقة، وأنت على تواصل معنا، ونسأل الله لك العافية.

أخي: المبدأ العلاجي هو أن يتناول الإنسان أقل عدد ممكن من الأدوية، وبجرعاتٍ صحيحة، لأن الأدوية أصلاً يجب أن نُراعي فيها السلامة، والفعالية، وتحمُّل الآثار الجانبية، وطبعًا التكلفة، هذه هي الأربعة شروط التي يجب أن تتوفر في الدواء.

عقار (إفيكسور Effexor) عقار ممتاز جدًّا لا شك في ذلك، (ميرتازابين Mertazapine) حتى إن كان بجرعة ثلاثين مليجرامًا أنا لا أرى بأسًا في ذلك، يعني: أنت لم تتعدَّ نطاق السلامة، وهذا أمرٌ جيد.

نحن حين اقترحنا 15 مليجرامًا ليلاً، لأن اتضح أن هذه الجرعة (15 مليجرامًا) تُحسِّن النوم أفضل من الثلاثين مليجرامًا، ولا أحد يعرف السبب في ذلك.

الأدوية الأخرى طبعًا هي أدوية طبيّة، وأنت تحتاج لها، ولا بأس في ذلك، أن تتناولها بانتظام.

موضوع (لكسوتان Lexotan) أو (برومازيبام Bromazepam): أنا لا أقول لك ممنوع منعًا باتًّا، لكنه قطعًا دواء ليس بالجيد، وأنت جرّبت الآن أنه بالفعل يُؤدي إلى نوع من الإغلاق العقلي، ويُعرف أنه يُؤدي إلى اضمحلال حتى على مستوى التفكير، هذا الأمر ليس فيه مبالغة.

أنا أعتقد أنك إذا مارست الرياضة وتمارين الاسترخاء بجدية شديدة جدًّا سوف تغنيك تمامًا عن هذا الدواء، ويمكنك الآن أن تتوقف عنه وتتناول عقار (ليبراكس Librax)، والليبراكس يحتوي على مركب قريب من اللكسوتان، لكنه أقلّ من ناحية التعوّد.

يمكن أن تتناول الليبراكس بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين مثلاً، ثم تجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله.

طبعًا نحن نستشعر بالظروف التي تعيشونها في بلادكم، ونسأل الله تعالى أن يرفع عنكم هذا الغلاء، ويُفرّج عنكم، -وإن شاء الله- تأتِي النِّعم تترى بحول الله وقوته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً