الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلاً للأمراض النفسية التي أعاني منها

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري 21 سنة، أعاني من نوبات الهلع، قبل سنتين ذهبت لفترة، وكان لدي فقط وسواس الموت مع أعراض جسدية إذا تضايقت، جاءتني نوبة الهلع منذ ٣ أشهر، والآن أعاني منذ ٣ أشهر من حالة نفسية شديدة بسبب مشاكل بين أمي وأبي، كنت أغضب كثيرا، وأصرخ، وأعراض جسدية أولها دوخة، مع عدم الاتزان.

ذهبت إلى دكتور أنف وأذن وحنجرة، وقال لي: لدي دوار منيير، مع فقر دم شديد، وأعطاني دواء (بيتا سيرك) وفيتامين حديد، ذهبت الدوخة، ولكني صرت أشعر بألم في الثدي الأيمن مع انعكاس الحلمة، وذهبت إلى عدة دكاترة، قالوا لي : طبيعي، فعملت الأشعة، والنتيجة شد عضلي في الرقبة، وأخذت الأدوية وزال الأم، ولكن الانعكاس لا زال موجودًا.

أختي تقول: إن الانعكاس الذي أصابك منذ زمن طويل، وأنا أقول لها هذا مستحيل، فصرت أبحث كثيرًا عن سرطان الثدي، وخفت بعدها، فأصبحت أشعر بألم في منتصف صدري، وخفت أن يكون قلبي، فذهبت وعملت التحاليل، وكان كل شيء طبيعيًا، حتى الأكسجين ودقات قلبي، وقال: عندك ارتخاء في العضلات، فمارست رياضة المشي.

الآن صار عندي ثقل في اليد اليمنى، مع العلم أنني أنام عليها، وألم في الأسنان مع فكي عند الخوف ويزول عند ذهاب الخوف، لأنني كنت أقرأ أن النوبة تسبب ألماً في الفك مع اختناق، فبعد البحث صرت أحس بذات الأوجاع مع ثقل في كل جسمي، وأيضا وسواس قهري عن الأمراض والموت، صرت أكره الخروج.

الصراحة تعبت فصرت أنام حتى لا أفكر وأتالم، والآن لدي خوف من أن تتكرر حالتي وتأتيني حالات مثل الإغماء، فأنا من مستشفى إلى مستشفى، ونتيجة كل الفحوصات سليمة، ولكن الوسواس يقول لي: هذه الآلام غير.

آسفة على الإطالة، ولكني أريد حلا لهذه الانتكاسة، وأيضا نسيت أن أخبركم أنني كنت أعاني من الحسد وكنت أتعالج عند راق شرعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أسأل الله لك العافية والشفاء. نحن أجبنا على استشارتك السابقة التي رقمها (2468906) وذلك بتاريخ 29/3/2021، واستشارتك هذه التي أمامنا الآن توضّح وبصورة جليّة أن قلق المخاوف هو الذي يُهيمن عليك، وتتجسّد معظم أعراض الخوف والقلق في شكل أعراض جسدية، وهذه حالة تُسمَّى بـ (النفسوجسدية).

الأسس العلاجية هي واحدة، أهمها تجنُّب التردُّد على الأطباء، وعدم القراءة كثيرًا عن الأمراض، وأن تعيشي حياة صحيّة، والحياة الصحيّة تتطلب – كما ذكرتُ لك سابقًا – النوم الليلي المبكّر، والاستيقاظ المبكّر، وممارسة الرياضة، والغذاء الجيد، والتفاعل الاجتماعي، والحرص على التحصيل الأكاديمي.

هذه هي الأسس العلاجية السليمة، أي أن تجعلي منهج حياتك منهجًا صحيحًا وإيجابيًا، وهذا يؤدي إلى انحسار تام للأعراض السلبية، أعراض الانشغال بالمرض، أعراض الخوف، والتي أصلاً يجب أن تُحقّر.

والعلاج الدوائي أيضًا مهم وسيكون ذا فائدة عظيمة جدًّا بالنسبة لك، وأنا وصفتُ لك في الاستشارة السابقة عقار (زولفت) والذي يُسمَّى (سيرترالين) أرجو أن تكوني قد بدأت في تناوله، ويجب أن يكون هنالك التزامًا تامًّا بالجرعة الموصوفة، ولابد أن تكملي مدة العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي حين يُستصحب بتغيير نمط الحياة، وتغيير نمط الحياة هو جوهر العلاج السلوكي، وممارسة الرياضة، وعدم التردُّد على الأطباء ... هذه هي المتطلبات العلاجية الرئيسية.

هذا النوع من قلق المخاوف المصحوب بالأعراض النفسوجسدية يعتمد تمامًا في علاجه على منهج الحياة الفعّال والإيجابي.

طبعًا الرقية الشرعية قطعًا لها دورها، لكن لابد أن تتبعي أيضًا الأسس العلاجية الأخرى، ولا يوجد أي تناقض ما بين الاثنين، كلاهما يُكمِّل للآخر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً