الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقييم الدراسة في شعبة علوم الحياة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وأشكر الإخوة على كل هذه الجهود التي يبذلونها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها في ميزان حسناتهم، آمين، إخوتي، أرجو منكم الإجابة على سؤالي في أقرب وقت ممكن؛ لأني في حيرة من أمري والوقت يزاحمني.

المشكلة: أنا طالب جامعي مغربي في شعبة علوم الحياة أو ما يسمى Biology، وأنا في السنة الثالثة والأخيرة، ومقبل في الأسبوع القادم إن شاء الله على امتحانات الفصل الأول، وحتى الآن الرغبة في إتمام الدراسة أو التهيؤ للامتحانات، لماذا؟ لأن هذا العلم فرض كفاية، وليس بواجب، وبما أنني لست نابغا فيه فإني أعتقد حسب النتائج التي أحصل عليها لا يمكنني أن أنفع أمتي بدراسة هذا العلم، حيث أني أحصل دائماً على نقط متوسطة تسمح لي فقط بالمرور للسنة التالية.

بالإضافة إلى أنه يدرس باللغة الفرنسية وأجد صعوبات في هذه اللغة، لكن في الجانب الآخر، أستمر في هذه الدراسة بنية الحصول على وظيفة لأضمن بها قوت يومي وقوت أسرتي التي تكفلت مصاريف الدراسة مدة 15 سنة، فهل نيتي هذه تخالف التوكل على الله الذي يرزق كل شيء؟

إذن هل أنا أضيع وقتي هباء وسأندم عليه يوم القيامة حين أسأل عنه، ويجب أن أنصرف إلى الاهتمام بأمور ديني؟ أم أن نيتي صالحة فيجب أن أتتم تحصيلي العلمي؟

وجزاك الله خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ المزازي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يرزق العلم النافع والعمل الصالح، وأن يبلغك المنى، وأن يرزقك التقى والهدى والعفاف والغنى.

إن التقصير في فروض الكفاية يجلب الإثم للجميع، والأصل في هذه الأمة العظيمة أن تكتفي بعلمائها عن غيرها وتستغني – بعد الله – بشبابها، والأوطان تبنى بسواعد أبنائها وتنمو باجتهادهم، والإنسان يؤجر على طلبه للعلم إذا استحضر النية وأخلص في القصد وصدق في الطوية وأطاع رب البرية.

ولاشك أنك تستطيع أن تنفع أمتك وتقدم لها الكثير، شريطة أن تحرص على التمسك بهذا الدين الذي شرفنا الله به، فإن المؤمن كالغيث حيثما وقع نفع، فاجتهد في طلب العلم أياً كان نوعه، واحرص على التفوق، وذلك ببذل الأسباب بعد التوكل على الوهاب، مع ضرورة أن تحرص على تعلم العلم الذي تصحح به عقيدتك وعبادتك لربك أولاً، ثم تنطلق في طلب العلم الذي يعينك على طلب الزرق الحلال، وتقدم به لأمتك ما يصلحها في الحال والمآل.

والمسلم مطالب أن يعمل ويجتهد، ويسعى في طلب الرزق حتى لا يكون عالة على غيره.

ومن واجب المسلم أن يعد نفسه للعمل بالدراسة والتدريب، وإذا كلف بعمل راقب الله وأتقن العمل.

ولا يخفى عليك أن الأسرة تنتظر ثمرة جهدها وتعبها والأمة الإسلامية تنتظر من شبابها الخير الكثير، فارتفع بنفسك لتكون عند مستوى ظنهم وأنت ولله الحمد تؤجر على نيتك الصالحة فإن خدمة الوالدين والأسرة طاعة لله الذي أمر بالإحسان والبر، وليس في ذلك تضييع للأوقات، وإنما يندم في القيامة من قضى حياته في تبطل وتعطل وكان فارغاً، لا في أمر دينه ولا في أمر دنياه،فاطرد عن نفسك هذه الوساوس، وتوكل على الحي الذي لا يموت، واسأل مفهم سليمان ومعلم داود أن يسهل لك كل أمر عسير، وليس في طلب العلم صعوبة إذا اجتهد الإنسان بعد التوكل على الرحيم الرحمن وأحسن من قال:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء

والله ولي التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً