الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أريد أن أكون ملحدا ولا أرغب في المصير المرعب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ينتابني هذه الأيام فضول شديد وحالة من الشك حول استفسارات وجودية تتعلق بوجود الله سبحانه، قمت بالدخول إلى مواقع إلحادية تزعم بوجود أخطاء في القرآن.

لا أريد أن أكون ملحدا، ولا أرغب في المصير المرعب؛ لأن الفناء دون حساب وعقاب لا يحقق العدل، لكن ما العمل للتخلص من هذا الفضول الشديد والشك القاتل وتجنب الخوض في الشبهات مثل وجود الجن، وأدلة وجود الأنبياء والمعجزات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bilal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى مقلِّب القلوب أن يثبت قلوبنا على دينه، وألَّا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا.

هذه الشكوك والتساؤلات التي تهجم عليك – أيها الولد الحبيب – هي من فعل شياطين الإنس والجن، فعليك أن تستعيذ بالله تعالى منها عندما تهجم عليك، وتصرف نفسك عن التفكُّر فيها والبحث عن إجاباتٍ لأسئلتها، ووجود الله سبحانه وتعالى أوضح من الواضحات، وأبين من البيّنات، لولا انتكاس العقل البشري عند بعض الناس، وإلَّا فإن كل شيءٍ فيك وحولك يدلُّ على وجود الله سبحانه وتعالى، ولهذا يسأل القرآن هذا السؤال {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، مَن خلق السماوات؟ مَن خلق الأرض؟ مَن خلقك أيها الإنسان؟

كلُّ موجود في هذا الوجود يدلُّ على وجودِ خالقه، فكلُّ فعلٍ لابد له من فاعل، وأخبار العلماء في هذا لا تُحصى في الاستدلال بكل شيءٍ حولهم على وجود الله تعالى، وأسئلة القرآن تُخاطب العقل كما تُخاطب القلب، {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ}.

ننصحك - أيها الحبيب – بأن تشغل نفسك بما ينفع، من التفكُّر في كلام الله تعالى والتأمُّل في مخلوقاته، فهذا التفكُّر وهذا التأمُّل من أقوى الأسباب لزيادة الإيمان ورسوخه في القلب، وهذا هو طريق القرآن.

كما يجب عليك أن تبتعد عن كلِّ ما يُثير الشبهات لديك، فإنك إذا تعرَّضت لهذه الشبهات مع ضعف علمك وقلّة بصيرتك، فإنك تُعرِّضُ نفسك للمهالك، ولهذا يقول العلماء: (القلوب ضعيفة والشبهات خطَّافة)، فلا يتعرَّض لهذه الشبهات إلَّا مَن رسخ علمه وقدَرَ على تفنيد هذا الباطل وردِّه ودحضه بالبيِّنات والبراهين. ودخولك على هذه المواقع لن يزيدك إلَّا قلقًا واضطرابًا.

نصيحتُنا لك أن تتوجّه لتعلُّم العلم الشرعي، والتفقُّه في كلام الله تعالى، ومجالسة الصالحين، والإكثار من التأمُّل في مخلوقات الله تعالى، وبذلك سيزول عنك ما تجده من الحرج الشديد والوساوس التي تجدُها في صدرك.

نحبُّ أن نطمئنك على إسلامك، وأن ورود هذه الوساوس أو الشكوك على القلب مع خوف الإنسان منها وبُغضه لها لا تُؤثِّر في إسلام الإنسان، ولا تَضُرُّه - بإذن الله تعالى -، بل ذلك دليل على إيمانه، ولكن أنت مُطالبٌ بأن تأخذ بالأسباب التي تدفعها عنك كما بيَّنَّاها لك.

هناك بعض الكتب التي ألَّفها بعض الكُتَّاب المعاصرين تنفع - بإذن الله تعالى -، منها كتاب موجود على شبكة الإنترنت عنوانه (شموع النهار)، فلو قدرتْ على قراءته فإنك ستستفيد منه - بإذن الله تعالى -.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُوفقنا وإيَّاك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات