الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أود منكم تقييم بعض الأفكار التي كانت تنتابني وقت الطفولة، وعلام تدل؟

السؤال

السلام عليكم..

عندما كنت صغيرة (تقريبا منذ عمر 5 سنوات إلى عمر 10 أو12 سنة)، كنت أعاني من بعض الأعراض أذكرها الآن ولم أعرف سببها.

دائما ما كنت أتحدث إلى شخص ما طوال اليوم، أسمعه ولا أراه، بل أتخيل شكله، بنيت لنا بيتا في عقلي، وكنت أقول لأمي عندما أغضب أنني سأترك المنزل وأرحل لأعيش معه، كان (ليس دائما) يأمرني وينهاني عندما أفكر بحيث لا أستطيع أن أتخيل ما أريد بل ما يريده هو وما يرغب به.

وفي أحلامي وأحلام اليقظة كان يزعجني ويستفزني، كنت أشك في أهلي أنهم أهلي، وأسأل أمي كيف لي أن أعرف حقيقة أنك أمي فعلا؟

ودائما ما أسأل من أنا؟ وكيف خلقني الله؟ ولماذا؟ وأفكر كثيرا، وأحيانا كنت أشعر فعلا أني مجهولة لا أعرف من أنا؟ ومن يسكنني ويتحكم في تصرفاتي؟ شعور غريب يصعب وصفه.

أحيانا أكون على يقين تقريبا أنني سأكون نبيا، وسيأتيني الوحي، وأني شخص غاية في الأهمية.

كنت عنيدة، جريئة، قوية الشخصية (عكس حالتي الآن تماما)، أتشاجر كثيرا مع أولاد الجيران الأكبر سنا مني.

كنت أعاني من اضطرابات في النوم مثل: المشي أثناء النوم، الصراخ أثناء النوم، النوم لساعات مهولة، الكوابيس، ومرة رؤية أشياء مرعبة مخيفة جدا لا يراها غيري.

شكت أمي في قدراتي العقلية وأخذتني لترى مستوى ذكائي، فتبين لها أنني طبيعية بل ذكية.

أرغب في أن أعرف أن تلك الأعراض التي كانت تظهر في صغري هل كانت ظواهر طبيعية؟ وماذا كان سببها، وهل كنت في صغري أعاني من ثنائي القطب كما أعاني منه الآن (إن صح تشخيص الطبيب لحالتي)؟

شكرا على نصحكم لي في الاستشارة الماضية.

جزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنا أجبت عن استشارتك التي رقمها (2473700) قبل ثلاث أسابيع، وها أنت الآن تتحدثين عن تجاربك خلال طفولتك المبكرة ،والطفولة المتأخرة، وسِنِّ اليفاعة.

والظواهر التي تحدثت عنها ظواهر معروفة، تحدث لكثير من الأطفال في تلك السِّن، وطبعًا هنالك تفاوت في المستويات المعرفية بالنسبة للناس، يظهر أن مستوى الإدراك كان لديك ممتازًا، ولديك ما يمكن أن نسميه خصوبة في التفكير، لذا كانت أحلام اليقظة لديك أيضًا غنية أو دسمة، وفيها الكثير من التجارب العقلية التي هي نوع من الأمنيات ونوع من الأفكار بعيدة المنال، وهذه الظاهرة نشاهدها لدى بعض الأطفال وليس كلهم.

لا أعتقد أن الأمر له علاقة بحالتك النفسية الحالية، أنتِ ذكرتِ أنه لديك ثنائي القطب، وهذا التشخيص تشخيص له ضوابطه، وله معاييره، وإذا كان بالفعل ثنائية في القطب فيجب ألَّا يُهمل هذا الأمر، يجب أن تكوني تحت الرعاية الطبية النفسية المتواصلة، ولا تربطي حالتك الآن بالماضي، أنا أعتقد هي كانت مجرد تجربة غنية فيما يتعلّق بأحلام اليقظة.

وهنالك بعض العلماء من السلوكيين يرون أن الطفل الذي تتكاثر لديه أحلام اليقظة وتكون متشابكة ربما يكون عُرضة لشيء من الوساوس في المستقبل. هنالك دراسات تُشير لهذا الأمر، لكن لا نقول أن كل الناس سوف تتطور حالاتهم وتُصبح حالاتٍ وسواسية.

أنا أرى أنها تجربة تحدث في مثل عمرك، ويجب ألَّا تُؤوّلي هذا الموضوع أكثر ممَّا يتحمّل، وعيشي قوة الحاضر كما ذكرتُ لك، وقطعًا مستوى إدراكك وذكائك ومقدراتك المعرفية من الواضح أنه جيد جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً