الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل فعلاً تشخيص حالتي هو الفصام؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من السحر منذ 7 سنوات، وقد ازداد وزني 50 كلغ بسبب الدواء، ولا أستطيع التخلص من السمنة.

المشكلة الكبرى هي أني لا أستطيع النوم منذ عامين، قد استمررت في هذه الحالة 10 أشهر إلى سنة لا أنام إلا ساعتين أقصى حد، ثم أستمر يقظا إلى اليوم الثاني.

حاليا أتناول أدوية نفسية للفصام، وهي: depalept 750mg و seroquel 400mg وحقنا شهرية clipoxol تعادل 600mg، وأتناول حبوبا للنوم، ولا تفيدني.

أنا في حيرة، وأشعر أن جسدي منهار، لا أشعر بالرغبة في قراءة القرآن، وكنت أصلي لكني لم أستمر في ذلك، وقول ألفاظ كفرية من ضيق حالي، وأشعر أن الناس يعرفون ما يوجد في سريرتي، ولا أدري كيف يتم ذلك!

وقد خرج مرة شيطان من برميل القمامة يتكلم، ورأيت كلبا أسود ولا زال ينتظرني حتى استعذت بالله، ثم كنت عند جدتي وعبرت الإبرة بالخيط من غير فعل يد، وأين أذهب أرى أشياء عجيبة!

وحلمت أن عمي يستهزئ بي، فأردت الرد عليه فقام والدي بالصراخ علي، والآن الذي يقلقني خوفي من الموت في هذه الحالة من قلة النوم، فماذا أفعل؟

ليس لدي فصام، وقد أعطوني هذا الدواء على أساس أن حالتي تطورت من القلق إلى الفصام، لأنهم يشتموني ويستهدفونني بالكلام، ولهذا السبب قالت الدكتورة إنه يجب علي أخذ دواء الفصام، والشرح يطول، أنقذوني من عدم النوم، فهذا الدواء الكيماوي غير مفيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حليحل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

أخي: النقطة الأساسية والتي يجب أن نبدأ بها هي تشخيص حالتك، وفي هذا السياق يجب – يا أخي – أن تكون لك قناعات قويّة بما يُقرّره الأطباء فيما يتعلق بالتشخيص، ولا أعتقد أن هنالك طبيبا يتجرأ ويُشخّص شخصًا بأن لديه مرض الفصام أو أعراض مرض الفصام إلَّا إذا كانت هنالك أعراض وسمات وصفات ومعايير تشخيصية علمية تُؤكد وجود المرض.

هذه نقطة مهمّة جدًّا – يا أخي – ولا أريدك أبدًا أن تتحرّج، أو تحس بشيء من الوصمة الاجتماعية أو النقص إذا ذُكر لك تشخيص مُعيَّن كالفصام، وأنت قطعًا لا ترغب أن يكون لديك مثل هذه الحالة، وهذا أمرٌ مفهوم.

وأنا أؤكد لك – يا أخي – أن الفصام مثله مثل الأمراض الأخرى، الإنسان إذا حرص في علاجه وسعى لأن يُؤهّل نفسه اجتماعيًّا يمكن أن يعيش حياة طبيعية جدًّا.

فيا أخي: النقطة الأساسية هي الآن تأكيد حالة الفصام التي تُعاني منها حسب ما ذكرتِ الطبيبة، وإن كانت الشكوك تستحوذ عليك حول هذا التشخيص فلماذا لا تقابل طبيبًا آخر يا أخي؟

من ناحيتي: الأعراض التي ذكرتها من أنهم يشتمون أمامك ويقولون كلمات ويستهدفونك في الكلام: هذا عرض مهمٌّ جدًّا، نجده بالفعل لدى بعض مرضى الفصام.

بالنسبة للحالة من حيث العلاج: طبعًا العلاج هو دوائي، وعلاج اجتماعي، وعلاج سلوكي، وعلاج إسلامي. في المقام الأول الالتزام بالأدوية يُعتبر أمرًا مهمًّا جدًّا، وزيادة الوزن ربما تكون أتتك من عقار (سوركويل seroquel)، وكذلك الـ (ديبالبت depalept)، فيمكن أن تُناقش أمر تغيير السوركويل بدواء آخر، ربما تكون الطبيبة قد وصفته لك لتحسين النوم، وفي ذات الوقت هو دواء له خاصّية قويّة جدًّا في تثبيت المزاج، وكذلك علاج الأعراض الذهانية.

وفي ذات الوقت – يا أخي – يجب أن تقوم بالآليات البسيطة التي تُساعد في نقص الوزن، وأهمها طبعًا تجنّب السكريات، والتحكم الغذائي نعتبره أمرًا ضروريًّا، ويمكن – يا أخي – أن تقوم بوضع برنامج تدريجي لإنقاص الوزن، مثلاً: خلال الستة أشهر القادمة إذا نقصت بمعدل ثلاث كيلو في كل شهر؛ هذا سوف يُعتبر إنجازًا كبيرًا.

ممارسة الرياضة مهمة جدًّا، خاصة رياضة المشي. أنت الآن أشرت في استشارتك أنه ليس لديك الدافعية، وليست لديك الرغبة في قراءة القرآن، والصلاة، وهذه نُشاهدها لدى بعض الإخوة الذين يُعانون من مرض الفصام، حيث إنه مرض يُخِلُّ بإرادة الإنسان وتوجُّهاته الإيجابية في الحياة، لكنّ الإنسان يجب أن يبعث الأمل في نفسه، وأن يكون لديك الإصرار والشكيمة على تأهيل نفسك، من خلال حُسن إدارة وقتك، والحرص على الصلاة والتواصل الاجتماعي.

أمَّا بالنسبة للنوم فيجب أن تتجنّب النوم النهاري، ومع ممارسة الرياضة أنا أؤكد أنه سوف يتحسّن كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً