الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخدام أخت زوجي لسيارته أوجدت بيننا المشاكل

السؤال

السلام عليكم

شكرا لكم لهذا الموقع الرائع.

أريد أن أعرف حكم الشرع بهذه القصة.

لزوجي سيارتان، واحدة منهن اشتراها لأستخدمها، والثانية له.

لزوجي أخت موظفة، طلب منها أن تستخدم سيارته الخاصة بطيب منه، فأصبحت تذهب بها للدوام، ولأي مكان دون مراعاة أنني أصبحت أنا وزوجي نتشارك بالسيارة ذاتها، وتضررت منها ومن تصرفها وزوجي لا يقول شيئا.

أشعر بأنها أصبحت تسرف في استخدامها دون مراعاة أننا بحاجتها، فتذهب مشاويرها وتتركها ببيتها وتأتي إلينا مشيا بحكم قرب المسافة، مع أن وضعها المادي يسمح لها بأن تشتري سيارة.

وعندما أريد الخروج أنا وزوجي كلانا له مشاويره، نتقاسم السيارة التي أحضرها لي بيننا، مع أنه لكل منا مشاويره الخاصة، وأصبحت بعض المشاكل بسبب هذا الموضوع، وتعلم أخته جيدا بحاجتنا لهذه السيارة، وتعلم بوجود مشاكل بيننا لأجل هذا الموضوع، إلا أنها لا تعير أي أهمية، وتعتبرها ملكا لها وكما قلت زوجي لا يعير أي أهمية، حتى لو حدث مشاكل بيننا.

مع العلم لدي مالي الخاص، وطلبت منه مرارا أن يكون لي سيارة من مالي ولكنه يرفض، وقبل هذا الموضوع لم يكن أية مشاكل، فكانت أمورنا ميسرة، وكلانا له سيارة.

وأريد أن أذكر أنها تعيد السيارة عندما تفرغ من البنزين فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

من خلال سردك للقصة يبدو أنك تحاربين الشخص الخطأ -إن صح التعبير-، بمعنى أن تركيزك منصب على أخت زوجك، مع أنها أخذت السيارة من أخيها الذي هو زوجك أيضا، ولم تأخذها منك مباشرة، فالزوج هو الجهة المتوسطة بينك وبينها، ولكنك تتركينه وتقفزين إلى التفكير فيها مباشرة، ربما لأنك تتحاشين الاصطدام بزوجك.

ما يعنيك هو استرجاع السيارة، وهنا عليك التفاهم مع الزوج نفسه الذي سلمها إياها، أو اللجوء لخيارات بديلة كشراء سيارة إضافية، وقد ذكرت أنت هذا الحل أيضا، لكنك اصطدمت برفض الزوج، إذن فالمشكلة الأساسية هي في طريقة التفاهم والتعاطي بينك وبين الزوج.

ربما قد تحتاجين للاستعانة بأهل الزوج للتأثير عليه ليوافق على مطالبك، أو تستعينين بشخص آخر يتوقع منه أن يؤثر على زوجك، إن كان هذا الأمر لا يثيره ويزعجه.

بغض النظر عن أخلاق أخت زوجك، وعدم مراعاتها لظروفكم، إلا أن التعامل الأساسي سيبقى مع الطرف الذي يملك السيارة والذي سلمها لها أيضا وهو زوجك، لذا من الأفضل ألا تشغلي ذهنك بتتبع أخت زوجك، وحاولي أن تركزي جهدك في ابتكار وسائل عملية للتفاهم مع الزوج حول هذه الأمور.

في مثل هذه المسائل الحياتية يلجأ الإنسان لحساب ميزان الأرباح والخسائر في العلاقات، والمهم هو ألا ترفعي سقف التوقعات كثيرا حتى لا تصابي باليأس والإحباط إذا لم تتحقق المطالب التي كنت تهدفين إليها.

قد يصاب الإنسان بالحيرة والعجز حيال بعض المسائل البسيطة؛ وحينها عليه أن يلجأ لله تعالى كي يحلها له، ويساعده على تجاوزها، ولعل هذا هو فحوى الآية الكريمة: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ"، الآية (١٥٣)، سورة البقرة.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً