الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأني لا أستحق شيئا جيدا بسبب ما ارتكبته من ذنوب.

السؤال

السلام عليكم ..

أشعر بالذنب الكبير جدا، وفكرت في الانتحار؛ حيث إنني أشعر أن الله لم يعاقبني بعد، وأخاف أن يكون العقاب الكبير في ما أحب.

لقد فعلت علاقات سطحية محرمة مع ٣ أشخاص، وكنت في كل مرة أشعر بالذنب وأتوب إلى الله، ولكن نفسي أمارة بالسوء، وكنت أقطع علاقتي بهم بعد كل غلطة، ولكني الآن أشعر بالذنب؛ لأنه تقدم لخطبتي شاب ممتاز متدين ومحترم، وأشعر أنني لا أستحق هذا الإنسان الجيد، أو أشعر أن عقاب الله سوف يكون في هذا الشخص، ولكن لا أعرف كيف؟ ساعدوني بالله.

أنا طالبة بكلية الطب، ومتفوقة دراسيا، وناجحة اجتماعيا، ولطف الله معي دائما، ولكن أنا مؤمنة أنه يجب أن أعاقب على أخطائي والمعاصي التي ارتكبتها.

وأصبحت خائفة من أن أوافق على الخطبة؛ لأني أشعر أنني إنسانة خطاءة لا تستحق أي شيء جيد في هذه الحياة، فماذا أفعل؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي هذا الضمير الحي الذي يلومك على ما يُغضب الله تبارك وتعالى، وهي نفس لوّامة أرجو أن تُطيعيها فتبتعدي عن المعاصي، وعن كل ما يُغضب الله تبارك وتعالى.

أوَّلُ ما نُوصيك به التوبة النصوح، ونبشِّرُك بأن التوبة تجُبُّ ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، واحمدي الله الذي ستر عليك، فاستري على نفسك، واعلمي أن المسلمة يجب أن تستر على نفسها وأن تستر على غيرها، والحمد لله أن هذا الخطأ لم يتطور لما بعده، وبعض الشر أهون من بعض، ولكن ما حصل حرامٌ يحتاج إلى توبة نصوح، وإذا صدقت في توبتك فإن الله سوف يستر عليك ويتوب عليك، ومن حقك أن تستأنفي حياتك بطريقة طبيعية، وكلَّما ذكّرك الشيطان بما حصل فجدّدي التوبة والرجوع إلى الله.

ولست مطالبة أن تعتذري أو تعترفي لأحد، ولكن الأمر بينك وبين الله تبارك وتعالى، والشيطان هو الذي يدفعك بهذه الوساوس؛ لأنه لا يريدك أن تسلكي الطريق الصحيح، فالشيطان لا يريد لنا أن نتزوج بالحلال، ولا يريد لنا أن نسعد بالحلال، ولكن يريد أن نعيش في المنكر، فخالفي عدوّك الشيطان، واشغلي نفسك بطاعة الله، وإذا جاءك شابٌّ ملتزم فارتفعي لمستوى الالتزام، واجتهدي في حجابك وطاعتك لله تبارك وتعالى، واعلمي أن الله وعدنا فقال: {وإني لغفّار} لاحظي: صيغة مبالغة (غفَّارٌ) لمن؟ {لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}، فأنت مطالبة بالتوبة ثم بالأعمال الصالحة، ثم بالحسنات الماحية، والحسنات يُذهبن السيئات.

وننصحك بإغلاق أبواب الشر جملة وتفصيلاً، وابتعدي عن مواطن الريب، واقطعي علاقتك بكل ما يمكن أن يقودك إلى المعصية، وغضي بصرك، وابتعدي عن المواقع المشبوهة، واتقي الله تبارك وتعالى، واعلمي أن هذا الخاطب من حقه أن يسأل ومن حقه أن يبحث، لكنّه سيختارك كما أنت، لست مسؤولة عن ماضيه، وليس مسؤولاً عن الماضي الذي حصل، فأقبلي على الله تبارك وتعالى، واعلمي أنك إذا صدقت في توبتك وأوبتك صدقك الله، وإذا كان الشاب ولله الحمد طيب فهذه نعمة من الله، وهذا سيُعينك على طاعة لله، فكوني عونًا له على الطاعة، وجدّدي التوبة كلَّما ذكّرك الشيطان من أجل أن يُحبطك، ومن أجل أن يردّك إلى الوراء.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً