الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل طفلي يعاني من مشكلة أم هو مجرد وسواس؟!

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل عمره سنة وسبعة أشهر، نموه الجسدي ولله الحمد طبيعيا، ما يقلقني أنه في عمر التسعة أشهر تعلم أن يحرك يده بحركة مع السلامة (باي)، لكنه لا يعملها بطريقة سليمة، بل كأنه يرفرف بيد واحدة، لم أشعر أنها مشكلة؛ لأنه يعرف متى يعملها فقط عندما نودع أحدا، ولكني رأيت فيديو لدكتور في اليوتيوب يقول: أن أطفال التوحد لا يستطيعون عمل مع السلامة (الباي) بطريقة سليمة تماماً، ومن هنا بدأ الوسواس، فصرت أراقبه طوال الوقت.

وملاحظاتي عليه كالآتي، المميزات:-
- يطلب احتياجاته بالكلام إذا جاع جاء وقال: (أم)، وإذا كان يريد الرضاعة يقول (دادا)، يعرف يطلب بالإشارة، وعنده انتباه مشترك، يحب أن يرينا الأشياء التي تلفته، مثلاً سيارة، أو عصفور.
- ينفذ الأوامر ويفهمها بدون أن أشير إليها.
- لديه لغة استقبالية ممتازة -ما شاء الله-.
- يحب القصص ويحضرها لي لنقلبها معاً.
- لديه تواصل بصري، ويحب تقليد الأطفال.
- يعرف استخدامات الأشياء مثل الهاتف والملعقة.
- يلعب لعبا تخيليا، حيث يمسك بلعبة مثلاً ويتخيل أنها هاتف ويتكلم، ما يقلقني حركة يده عند قول مع السلامة (باي).

أيضاً قرأت أنه في هذا العمر يجب أن يعرف أن يرد على الأسئلة بنعم أو لا، أو على الأقل يهز رأسه، ولكنه لا يفعل، وأحياناً يقول لا ويؤشر بإصبعه حركة لا، وأحياناً يتجاهل ندائي ولكن في الغالب يلتفت.

عند تركه عند أهلي إذا لم يلاحظ أنني خرجت أمامه فلا ينتبه لغيابي ربما؛ لأنه تعود عليهم، فأنا يومياً أذهب إليهم.

أتمنى أن أجد الرد السريع؛ لأنني دخلت في دوامة لا أستطيع الخروج منها، وأنا مشخصة طبياً باضطراب القلق العام، وهذا ما زاد الموضوع سوءا.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يحفظ هذا الطفل وأن يجعله قُرَّة عينٍ لكما.

أيتها الفاضلة الكريمة: الخوف والجزع من متلازمة التوحُّد – أو ما يُعرف بالذواتية – أصاب الكثير من الآباء والأمهات، وذلك نسبةً لأن التوحُّد بالفعل هو مرض شديد، وفي ذات الوقت هنالك معلومات كثيرة مغلوطة ومتداخلة، وأيضًا من المؤسف أن غير المختصين تجدهم يتحدثون في هذا الموضوع كأنهم من أهل الاختصاص، وهذا أدَّى إلى الكثير من الالتباس لدى الكثير من الأمهات والآباء.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنتِ ذكرت كل ما ينفي أن هذا الابن يُعاني من التوحُّد، فالتواصل البصري لديه ممتاز، والتفاعل الاجتماعي ممتاز، واللغة ممتازة، وحتى عدم ملاحظته بخروجك؛ هذه أعتقد أنها لا تُسبّب إشكالية، لأنه بالفعل قد تعوّد على بيئة أهله، وموضوع حركة اليد أنا لا أراه أبدًا أمرًا مهمًّا.

فأريدك أن تطمئني، وأرجو أن يكون هذا الاطمئنان على أسس علمية سليمة.

حاولي أن تلعبي مع طفلك، وتجعليه يتفاعل اجتماعيًّا عن طريق الألعاب ذات القيم التعليمية، ولا تُوسوسي أبدًا حول هذا الأمر، وطبعًا إذا كانت الأفكار مستحوذة ومُلحّة ومتعبة جدًّا لك؛ ففي هذه الحالة أقول لك: أعرضي ابنك على أحد المختصين ليفحصه فحصًا مباشرًا، لكن من وجهة نظري وحسب المعلومات المتاحة: هذا الطفل - حفظه الله - لا يحمل أي سمات حقيقية لمتلازمة التوحُّد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً