الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زعلت من أبناء أختي ولم أعد أتواصل معهم كالسابق، هل قطعت رحمي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مغترب وعندي أولاد أختي في ذات البلد، كانت تربطنا علاقة قوية، لكنهم دائما يسببون لي المشاكل وكنت أسامحهم.

منذ فترة زعلت منهم ولم أرد على اتصالاتهم، لكن بعد ذلك في المناسبات في الفيس أبارك لهم، ولكنني لم أتواصل معهم، هل تعتبر هذه قطيعة رحم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

قد أحسنت -أيها الحبيب- حين سامحت قراباتك وعفوت عنهم، وهذا السلوك لن تعدم أثره الطيب، فإن الله تعالى لا يُضيع أجر مَن أحسن عملاً، والله تعالى يمدح الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس مطلقًا، فكيف إذا كان هؤلاء الناس الأرحام والأقارب؟ وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حقيقة وصل الرحم ومَن هو الواصل، فقال: (ليس الواصل بالمكافئ ولكنّ الواصل مَن إذا قطعت رحمه وصلها)، فالتعامل مع الأرحام لا ينبغي أن يكون بالمكافأة والمثل، بل افعل ما ينفعك عند الله ممَّا لا يضرُّك، واحتسب أجرك عند الله، وستجد أثر ذلك في صحيفة أعمالك.

وصلة الرحم -أيها الحبيب- القدر الواجب فيها يُرجع فيه إلى عُرف الناس، فما تعارف عليه الناس أنه صلة فهو الصلة، لأن القرآن أمر بالصلة ولم يُحدد مقدار هذه الصلة، وكذلك فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والعلماء يقولون: ما أمر به الله وأمر به الرسول ولم يُحدد كيفيته ومقداره فإنه يُرجع فيه إلى أعراف الناس، فما يعدُّه الناس صِلة فإنه يتحقق به القدر الواجب، فإذا كان الناس يعدُّون الاتصال بالهاتف والزيارات الموسمية ممَّا يتحقق به صلة الرحم في مجتمعكم؛ فهذا يكفي لتحقيق الواجب، ولكن ينبغي أن تحرص على ما هو زائد عن الواجب، بشرط ألَّا يقع عليك ضرر.

فإذا فعلت النافلة الزائدة عن الواجب فإن هذه النافلة مدخرة لك، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبّه).

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً