الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أسيطر على عناد وعصبية ابني ذي الخمس سنوات؟

السؤال

كيف أستطيع السيطرة على غضب وعناد وعصبية طفلي ذي الخمس سنوات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا

الأطفال زينة الحياة الدنيا، ونعمة عظيمة حباها الله تعالى الوالدين، لذا من المهم أن يتعلم الوالدان أساليب التربية الصحيحة للأبناء، أداء لأمانة التربية، وقديما قال الشاعر:
وإنّـمــا أولادُنــا بيننـــا *أكـبــادُنـا تمشــي علــى الأرضِ
لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم *لامتنعتْ عيـني من الغَمْضِ.

قد تعتري الأطفال-خاصة أطفال ما قبل المدرسة- مظاهر سلوكية تتسم بالرفض والعناد والغضب، ومثل أي سلوك قبل أن نسأل عن الحل لا بد أن نتعرف على الأسباب التي تدفع الأطفال لمثل هذه السلوكيات، ومن ذلك:

- تقليد الآباء في سلوكهم مع بعضهم أو مع بعض الأبناء الكبار، فبعض الأسر تتسم بالصوت العالي داخل البيت، وتتسم بالانفعالات والخلافات، فإذا شاهد الطفل الصغير هذه المشاهد فإنه يعمل على تقليدها لا شعوريا، وبالتالي فالحل هنا هو تقليل هذه المشاهد، وانتهاج نهج جديد في الأسرة يعتمد على التفاوض والحوار.

- بعض الأطفال قد يكون لديه اضطراب سلوكي كفرط الحركة وتشتت الانتباه، وبالتالي يقوم الأهل بمحاولة تقييد حركته فيلجأ للغضب والصراخ! والحل هنا هو علاج هذا الاضطراب وغالبا يتطلب تدخلا دوائيًا بعد الفحص والتشخيص الإكلينيكي.

- الأجهزة الذكية والألعاب على وجه الخصوص قد تنمي لدى الطفل مشاعر الغضب والحركة الزائدة، كما قد يكتسب منها بعض الأساليب التي يعمل على إسقاطها مع أفراد أسرته ووالديه، وبالتالي فالحل هنا هو ترشيد استخدام الأجهزة الإليكترونية، وعدم السماح إلا بألعاب محدودة تناسب سنهم.

- من المهم وحدة التوجيه والأمر للطفل من قبل الوالدين، فإذا قال والده: لا تشرب العصير، وقالت الأم في ذات الوقت: اشرب العصير! فالطفل سيصاب بالحيرة، وسيتعلم التحيز لأحد الوالدين فيسمع كلامه ولا يسمع كلام الآخر، أو يفقد الثقة بكليهما.

- قد يتعرض الطفل للامتهان والتنمر من أقرانه، وبالتالي يسقط غضبه على أفراد الاسرة، والحل هنا هو إبعاده عن مصادر التنمر مع تعليمه كيفية الدفاع عن النفس.

- التدليل الزائد، والإهمال الزائد للطفل من أسباب عصبيته وعناده.

- في حالة صراخ الطفل أو عناده، يمكن تجاهله، وهذا يدعى في المدرسة السلوكية بالإطفاء السلبي، ويتم تكرار هذا التجاهل حتى ينطفئ هذا السلوك ويضعف.

- قد يحصل الصراخ والغضب إذا شعر الطفل بالإحباط وعدم الإنجاز، فهنا يمكن تشجيعه والإشادة بإنجازه.

- يمكن استخدام جدول النجوم لتشجيع الطفل على سلوك معين، فإذا فرش أسنانه وضعنا له نجمة، كما يمكن مكافأته على ترك عناده أو على ترك صراخه.

- من المهم إشعار الطفل بأنه مقبول في الأسرة، وذلك باحتضانه أحيانا، واللعب بشعر رأسه، وتقبيله.

- ترك مساحة للعب الطفل، ومشاركته بعض الألعاب من قبل الوالدين ومن الكبار في البيت، فهذا يطلق مشاعره المكبوتة، ويعمل على تنفيس الانفعالات لدى الطفل.

- ترك انتقاد الطفل، وهذه من أهم الوسائل التي يغفل عنها الآباء، حيث اعتادوا على نقد الطفل، ويظنون بأن هذه الكلمات البسيطة لا تؤثر في نفس الطفل، بينما هي تؤثر في نفسيته تأثيرا بالغا، ومن الطبيعي أن يتولد رد الفعل على هيئة غضب أو عناد.

ولو تأملنا سيرة النبي ﷺ لوجدنا أنه لم يكن ينتقد الأطفال مطلقا ولا حتى الكبار، فعن أنس -رضي الله عنه-، قَالَ: مَا مَسِسْتُ دِيبَاجاً وَلاَ حَرِيراً ألْيَنَ مِنْ كَفِّ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَلاَ شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَلَقَدْ خدمتُ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَشْرَ سنين، فما قَالَ لي قَطُّ: أُفٍّ، وَلاَ قَالَ لِشَيءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَه؟، وَلاَ لشَيءٍ لَمْ أفعله: ألاَ فَعَلْتَ كَذا؟. والحديث متفق عليه بصيغ مختلفة.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً