الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يرغبون بالتحاقي بكلية الطب وأخشى الاختلاط في العمل مستقبلا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مقبل على مرحلة اختيار الجامعة بعد إنهاء الثانوية، والمتاح أمامي الكليات العلمية مثل الطب والصيدلة وغيرها، كلهم مثل بعض بالنسبة لي، ولا يفرق معي، ولكن أهلي يريدون كلية الطب؛ لأنها كلية قمة ولها مكانة اجتماعية.

مشكلتي في طبيعة عمل الطبيب -خصوصاً في زمننا- مع انتشار التبرج والاختلاط، وأنني بالتأكيد إذا عملت سأعمل في مستشفى مختلط، وقد أفحص نساء وغيرهم، مما يجعلني أخاف من هذا المجال، خصوصاً أن عندي مشكلة زيادة في الشهوة، وأخاف عدم السيطرة على نفسي، فهل كل أقسام الطب هكذا؟ وهل من نصائح بشأن التعامل مع ظروف العمل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- المُجد في دراسته، ونسأل الله أن يكتب لنا ولك التوفيق والسداد.

لا شك أن الإنسان ينبغي أن ينطلق في التخصص الذي يريده من رغبته هو، والمجال الذي يجد نفسه فيه، والأسرة تُشكر على رغبتها في الخير، وعلى رغبتها في أن تكون في هذا المجال من كُلِّيات القمّة، وسعيدٌ من ينجح في تحقيق رغبة أسرته ورغبته قبل ذلك.

على كل حال فعليك أن تبذل الأسباب من الاجتهاد في الدراسة، والحرص على ألَّا تُؤجِّل عمل اليوم إلى الغد، وترتيب جدول الدراسة، إلى غير ذلك من الأمور المُعينة على النجاح بعد توفيق ربِّنا الفتاح، الذي ننصحك أن تُصلح العلاقة بينك وبينه، فإن طاعة الله عونٌ على كلِّ نجاح وعلى كل خير.

بالنسبة لرغبة الأسرة أرجو أن تشكرهم، ولكن من المهم أن يعرفوا أن الرغبة التي تصدر عن الطالب هي الأصل وهي الأساس، وهم يُشكرون على أنهم يُريدون لك الخير، ودائمًا الأسرة تُريدُ لأبنائها كل خير.

أمَّا بالنسبة لمسألة طبيعة العمل الطبي: فنحن نسعد بأمثالك من الذين يخافون من المخالفات، لأن هؤلاء هم الذين سينجحون في صيانة الأعراض، وإذا شعرت وقتها -بعد الدراسة يوم أن تصبح طبيبًا- بنفس الأمور وأحسست بالخطر فسيكون أمامك إن شاء الله باب الزواج مفتوحا، فإنه الباب الكبير والباب الواسع للتخلص من آثار هذه الشهوة الجامحة في هذا الزمان الذي يكثر فيه التبرُّج.

نحن نُحيي الخوف من الوقوع في المعاصي، والخوف من الله تبارك وتعالى، بل نُبشّرُك بقول الله: {ولمن خاف مقام ربّه جنتان}، فالإنسان عندما يحفظ نفسه ويحافظ عليها ويصون أعراض الناس يصون الله تبارك وتعالى عرضه، ويُعينه على الخير.

لذلك أرجو أن يكون شُغلك الشاغل الآن أن تُحقق التفوق المطلوب، والفوز بالدرجات المطلوبة، واعلم أن مرحلة الدراسة ومرحلة العمل الإنسان هو الذي يتحكّم فيها، فالذي يريد أن يبتعد عن البنات يستطيع، فهناك شباب كُثر، وهناك طيبون وطاهرون يحرصون على البُعد عن الفتيات، وكذلك في ميدان العمل يستطيع الطبيب أن يتخذ الكثير من الاحتياطات، ويمكنه -يعني مستقبلاً- أن يُطالب بأن تكون الأخوات الطبيبات هنَّ من يكشفن على زميلاتهنَّ وبنات جنسهنَّ.

على كل حال: أنا لا أريدك أن تشغل نفسك الآن بهذه الأمور، ولكن اجعل شُغلك الشاغل تحقيق النجاح المطلوب، واجعل تركيزك الآن على الفهم والدراسة وحُسن أداء الامتحان، مستعينًا بالله -تبارك وتعالى-، وبعدها لا مانع من التواصل مع الموقع حتى نتشاور في الخطوة التالية.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات