الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عودة الوسواس والخوف بعد العلاج!

السؤال

السلام عليكم.

استشرتكم من قبل، ونصحتموني بسيبراليكس، أكملت مدة العلاج، وكنت قد تحسنت بنسبة 80 أو90%، ومنذ أسبوع وأنا في فترة الوقاية، لكن بدأت الأعراض بالعودة، اليوم حلمت بملك المغرب تحدث معي، وعندما استيقظت لصلاة الفجر فسرت الحلم، وقرأت أن رؤية الملك تعني موت الرائي قريبا، وعاد لي الخوف والوسواس بأنني سوف أموت، وأحسست ببرودة تخرج من اكتافي، وخلف رقبتي وفشل في جسدي، هل سوف أعود كما كنت أعاني من الوسواس والخوف؟ ألم أشف أنا خائفة أن أعود لنفس الحالة بعد أن ارتحت في فترة العلاج.

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيلي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: قطعًا العلاج الدوائي هو أحد الوسائل العلاجية الممتازة جدًّا لعلاج الوساوس القهرية، لكن الدواء وحده حقيقةً لا يفيد على المدى البعيد، بمعنى أن الإنسان حين يتوقّف عن الدواء حتى ولو شُفي بنسبة مائة بالمائة سوف ترجع له الأعراض بعد فترة إذا لم يكون هنالك علاج نفسي سلوكي جذري، وأنا من خلال الاستشارة (2476925) أوضحتُ لك أهمية هذه العلاجات السلوكية التي تقوم على مبدأ: تحقير الوسواس، وعدم الالتفات إلى الوسواس، وتطبيق تمارين الاسترخاء، وأن تجعلي حياتك مُفعمة دائمًا بالأمل والرجاء، وأن تُحسني إدارة وقتك ... هذه كلها متطلبات علاجية مهمَّة جدًّا.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ارجعي لهذه المبادئ العلاجية: مبدأ تحقير الوسواس، عدم الخوض فيه، وتجاهله تجاهلاً تامًّا، مع منع الاستجابة، واستبداله بفكرٍ مخالفٍ.

موضوع الأحلام والتشبث بها أمرٌ مرفوض تمامًا، ونحن ننصحك حقيقة بتجاهل مثل هذا النوع من الحلم، ولا تحكيه، ولا تتحدثي عنه، اتفلي على شقك الأيسر ثلاث مرات حينها، وأكثري من الاستغفار، والاستعاذة بالله من شرِّ هذه الأحلام، واستعيذي بالله من الشيطان، وهذا يكفي تمامًا.

عيشي حياتك بقوة، أحسني إدارة وقتك، وأنا من وجهة نظري أن ترجعي إلى تناول الـ (سيبرالكس)، ولكن هذه المرة بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، ابدئي بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلي الجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

حُسن إدارة الوقت، وتجنُّب الفراغ، وممارسة التمارين الاسترخائية من الأصول العلاجية الهامّة جدًّا لعلاج المخاوف والقلق والوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً