الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا لا أستطيع التحكم في رغبتي في التبول؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ سنة ونصف تقريبا من كثرة التبول، أحس بالرغبة في التبول ولكن لا تنزل إلا كمية قليلة من البول، أحيانا تزداد المشكلة، وأحيانا تقل، وهذه المشكلة كانت متزامنة مع الوسواس القهري في الصلاة والوضوء، أحس أني عند الوضوء أضغط على نفسي كثيرا، وأحاول أن لا يبطل وضوئي، وبعدها أشعر بالرغبة في التبول، ويخرج الشيء القليل.

هل يجب مراجعة طبيب نفسي أم طبيب المسالك؟ وما هي الأدوية المفيدة لهذه المشكلة؟ هل أدوية التبول تحل المشكلة إذا لم تتعالج مشكلة الوسواس؟ علما أن المشكلة في البداية كانت كثيرة ومزعجة، وحاليا تحسنت قليلا، أصبحت الفترات أطول بين الذهاب للحمام، ولكن عندما أرغب بالتبول فلا بد أن أذهب للحمام سريعا، وإلا فإنه من الممكن أن ينزل البول، وأتفاجأ بكميته القليلة، لماذا لا أستطيع التحكم في نفسي؟ أصبحت لا أشرب الماء بسبب هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ruba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة ربى.

يبدو أنك تعانين من مشاكل في عمل الجهاز البولي السفلي، فكما ذكرت فإن مشكلتك مزمنة ومزعجة.

بادئ ذي بدء أنصحك بالتوجه لمقابله طبيب متخصص في معالجه المسالك البولية ومشاكل التبول والمثانة، لأن هناك الكثير من المعلومات غير المتوفرة لدي لأكون فكرة متكاملة عن مشكلتك، فمثلا أولا أريد أن أعرف متى بدأت هذه المشكلة بالضبط؟ وماذا كان العنصر المباشر الذي أدى لظهورها؟ وهل تعانين من مشاكل أخرى مزمنة؟ كالبول السكري أو مشاكل في الظهر أو الأعصاب، وكذلك أريد أن أعرف هل عندك سمنة أو زيادة في الوزن؟ وأريد الاستعلام عن كيفية عمل الجهاز الهضمي لديك، فهل الأمعاء عندك منتظمة أم أنك تعانين من مشاكل مزمنة به كالإمساك ونحوه؟ وأريد أن أعرف أيضا هل كنت تعانين من مشاكل في التبول منذ طفولتك؟ وأريد أيضا أن أعرف عنك بعض المعلومات مثل كمية السوائل التي تشربينها في اليوم والليلة، وعدد مرات ذهابك إلى الحمام؛ كل هذه المعلومات منقوصة لدي، ولكن بصفة عامة فإن المشكلة لديك يمكن التحكم فيها وعلاجها بسهوله ويسر.

من أول نصائحي لك: يجب الانتظام في الإخراج من الأمعاء وعلاج الإمساك إن كان موجودا، كما يجب تنظيم ما تشربين من سوائل، هناك خطأ منتشر لدى الجمهور مفاده أنه من الصحي جدا الزيادة المفرطة في شرب السوائل، فتجدين الفرد الواحد يشرب ما يزيد عن اللترين أو الثلاثة وأكثر في اليوم الواحد، معتقدا خطأ أنه يفيد نفسه، ولكن في الكثير من الأحيان تؤدي تلك الممارسات إلى إرهاق الجهاز البولي السفلي، وظهور الكثير من الأعراض المضايقة للمريض والمشابهة لما تعانين منه، ولكن هذا الفرد يستمر بعناد وإخلاص في شرب السوائل بكثرة ومبالغة!.

يعتقد كثير من الأطباء أن الحجم المناسب من السوائل الذي يجب شربها يوميا حقيقته هو ما بين اللتر ونصف إلى لترين في اليوم، إلا إذا رأى الطبيب غير ذلك في ظروف مخصوصة، وبعد مراعاة ظروف أخرى كثيرة منها مثلا عوامل الطقس والمناخ المتغيرة.

تلخيصا لما ذكرت فإنني أنصحك بمقابلة طبيب متخصص في معالجة المسالك البولية، وعموما فإنك قد تستفيدين من تناول مضادات مفعول الكولين مثل السوليفينازين او الديتروبان ونحوها، وذلك لأنها قادرة على أن تخفف من الشعور بالحاجة إلى كثرة الذهاب إلى الحمام، وأيضا هناك بعض الأدوية الأخرى المشتركة ما بين المسالك البولية والعلاجات النفسية، مثل التفرانيل والتي تؤدي إلى استرخاء عضلات الحوض وتقليل الإحساس بالتوتر والقلق بما يخص عمل الجهاز البولي السفلي.

إذا -يا بنيتي- يتوجب عليك إما أن ترسلي لي رسالة جديدة بها الإجابة على كل التساؤلات التي ذكرتها، أو أن تحاولي أن تراجعي طبيبا متخصصا في المسالك البولية، فإن باستطاعته مساعدتك فيما يضايقك، ولكن أحب أن أطمئنك بأن حالتك يمكن علاجها بسهولة -إن شاء الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً