الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تهاجمني وساوس تتحول من نوع إلى آخر.

السؤال

السلام عليكم.

عانيت على مدار السنين من مرض الوسواس والقلق، وأخذت العديد من الأدوية، وألاحظ أن الوسواس يتحول من نوع لآخر، بمعنى أني كنت أعاني من وسواس الريجيم، ثم وسواس الوضوء والصلاة، والآن وسواس غريب وهو ترديد كلمة معينة في ذهني وبفمي، حتى تسبب لي بتشنج في عضلات وجهي.

وأيضا عانيت من القلق وعدم النوم وحالات من الهلع، وذهبت لطبيب، فوصف لي السيبرالكس مع السيكودال، ولكن أشعر أني أحتاج لدواء مؤثر أكثر للوساوس، كنت أريد البروزاك مع دواء مهدئ ومنوم لحالات القلق والهلع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الوسواس يمكن علاجه - أيتها الفاضلة الكريمة - وفي بعض الأحيان طبعًا قد يكون مزمنًا، وتغيير محتوى الوساوس هذا أمرٌ شائع جدًّا.

أنا أريدك أن تكوني صلبة وحازمة في تطبيق الإرشادات السلوكية المعروفة، والتي تقوم على مبدأ: إيقاف الأفكار، وتحقير الوسواس، وتجاهله، وأن تتجنّبي الفراغ الزمني والذهني، وأن تُديري وقتك بصورة أفضل، وأهم شيء هو أن يمنع الإنسان نفسه من الحوارات الوسواسية؛ لأنها حقيقة تجعل الوسواس أكثر إلحاحًا وأكثر استحواذًا.

بالنسبة للنوم: قطعًا تحسين الصحة النومية من خلال: تجنّب النوم النهاري، وعدم تناول محتويات الكافيين - كالشاي والقهوة - بعد الساعة السادسة مساءً، ممارسة الرياضة، تطبيق تمارين الاسترخاء خاصة قبل النوم، والحرص على الوضوء وعلى أذكار النوم، هذه كلها حقيقة مُحسّنات للنوم، فأرجو - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تستفيدي منها.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أتفق معك أن الـ (بروزاك prozac) دواء رائع، دواء مفيد جدًّا، لكن في حالة الوساوس لابد أن ترتفع الجرعة حتى ستين مليجرامًا - أي ثلاث كبسولات في اليوم - علمًا بأن الجرعة الكلية هي أربع كبسولات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك بحاجة إليها.

تبدئين بتناول كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم تجعلينها كبسولتين في اليوم، وبعد شهر تجعلينها ثلاث كبسولات، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمري عليها على الأقل لمدة ستة أشهر في حالتك، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة واجعليها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعليها كبسولة واحدة في اليوم كجرعة وقائية لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.

ويمكن أن تُدعمي البروزاك بعقار (أنافرانيل Anafranil) والذي يُعرف علميًا باسم (كلوميبرامين Clomipramine) أيضًا هو دواء ممتاز ويُحسِّن النوم، له عيوب وآثار جانبية بسيطة، حيث إنه قد يُسبّب جفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج. تبدئين بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلينها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناول الأنافرانيل.

وتوجد خيارات كثيرة حقيقة لتحسين النوم، المهم هو أن نتجنّب الأدوية ذات السمات الإدمانية، عقار (ريميرون Remeron) مثلاً، والذي يُعرف علميًا باسم (ميرتازابين Mirtazapine) بجرعة صغيرة يُساعد على النوم. الـ (تربتيزول Tryptizol) والذي يُعرف علميًا باسم (أميتريبتيلين Amitriptyline) أيضًا يُساعد على النوم، وهناك دواء يحاكي هرمون النوم يُسمّى (ميلاتونين Melatonin) أيضًا يساعد على النوم.

لكن أعتقد أن الأنافرانيل سيكون خيارًا جيدًا، لأنه يُساعد على النوم، وفي ذات الوقت هو مُحسِّنٌ للمزاج، وهو أحد مضادات الوساوس المعروفة جدًّا، وسوف يكون له فعل تدعيمي مع البروزاك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً