الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهاب ونفور من زوجي بسبب سوء معاملته، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على زوجي منذ 13 سنة، ولأني كنت وحيدة طول الوقت أوهمني بحبه، وكان يسيء معاملتي كل فترة ثم يعتذر، فأعطيه فرصة أخرى إلى أن تزوجنا، وأنجبت ابنتي الأولى، ثم انفصلنا لسوء معاملته لمدة سنتين، ثم عاد واعتذر، وطلب مني أن أعود، وبسبب ضغوط أمي علي، والتي كانت تقول إن من مصلحة ابنتي أن تتربي مع أبيها وأمها؛ فعدت وأنا غير راضية على أمل أن يوفي بوعده ويصلح من نفسه، ثم أنجبت ابني الثاني، وعاد يسيء معاملتي من شك وتعنيف وخيانة وتهديد بالطلاق، وآخر شيء ضربني.

منذ خمس سنوات وأنا أعيش في جحيم، جربنا كل الحلول لإصلاحه أنا وأهلي، والآن أصبح لدي رهاب منه ونفور شديد، أحاول الابتعاد عن أي مكان يوجد فيه، ولا أستطيع النظر إليه، ولا أشاركه الفراش.

أخاف من وجوده جدا، وقلبي ينقبض عندما أعلم بقدومه من العمل، طلبت الطلاق ولكن أهلي غير موافقين، ويجبرونني أن أعيش معه لأجل الأطفال، لكني والله تعبت من الخوف والتوتر والنفور، وآخذ الفيلوزاك 20 مرة واحدة يوميا، هل هناك علاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك الصحة والعافية، وأن يصلح الله ما بينكما.

أنت ذكرت صعوبات كثيرة في زواجك، ومن وجهة نظرك أن مردها هي المعاملة السيئة التي تجدينها من جانب زوجك، أيتها الفاضلة الكريمة أنا أقول لك بكل حيادية ومهنية لا بد أن تنظري في الأشياء الإيجابية في زواجك، ثم بعد ذلك تنظرين إلى ما هو سلبي في هذا الزواج.

ودائماً أمور الزواج فيها مشاركة، أنت ذكرت أن زوجك يعاملك معاملة سيئة، لكن يجب أيضاً أن تبحثي عن أخطائك أنت، ما هي مساهماتك التي أدت لعدم استقرار الزواج؟ أنا أقول لك هذا بكل احترام وتقدير، لأنني أعرف تماماً أن الزواج هو تبادل في كل شيء، نعم الزواج هو ميثاق غليظ ومودة وسكينة ورحمة واحترام، وهذه تتطلب مشاركة الطرفين، وقد يكون أحد الطرفين مقصراً أو يكون هو السبب في معظم المشاكل، لكن الطرف الثاني أيضاً قد يساهم بصورة شعورية أو لاشعورية، يساهم مساهمات سلبية، ولذا نقول: إن طريق الإصلاح دائماً هو أن يراجع الإنسان نفسه وأن يحاسبها وأن يرى مصادر قوته وضعفه.

قطعاً الشيء المثالي هو أن تقابلا مختصا في المشاكل الزوجية، لأن المهني دائماً يكون محايداً، فإن كان هذا ممكناً اعرضي الأمر على زوجك الكريم دون أن تدخلي في موضوع أنه هو المخطئ وأنت غير مخطئة، لا، طلب الاسترشاد دائماً يكون بحيادية شديدة من قبل الطرفين، أو حتى إن كان هنالك من ترين من أسرتك أو أسرته يمكن أن يوجه لكما الإرشاد اللازم، هذا أيضاً فيه خير كثير جداً.

إذاً الحل هو إعادة تقييم هذا الزواج، بشرط أن تعرفي أنت وزوجك ما هو إيجابي في زواجكما، وما هو سلبي، ومن الذي تسبب في ذلك، وما هي الأخطاء المشتركة، وكيف يكون الإصلاح، لأن الإصلاح أيضاً يتطلب جهدا مشتركا، الزواج أخذ وعطاء.

أيتها الفاضلة الكريمة ربما تكون إجابتي ليست كما كنت تتوقعين، لكن هذا هو الواقع، وهذه هي النصيحة والتي يجب أن أسديها إليك.

تناول الفلوزاك ومضادات الاكتئاب وخلافه ليس حلاً، الحل أن يكون هنالك حوار راقي ما بينك وما بين زوجك، ودائماً أرجو أن تتجنبي الإشارة إلى أنت وأنا، دائماً ضعي الأمور في صورتها الثنائية، لو قمنا بكذا وكذا، ولو نحن قمنا بكذا وكذا، لما حدث كذا وكذا، هكذا أفضل، ويجب أن تتحيني اللحظات اللطيفة اللحظات الطيبة التي يكون مزاج زوجك فيها جيدا، وتطرحي معه الأمور الأسرية، وكوني دائماً إيجابية، ولو صدر منه أي شيء إيجابي حتى ولو بسيط يجب أن تعززي وتضخمي هذه الإيجابية، هذه الطرق التي أراها.

وأسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً