الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مريضة ثنائي القطبية؟

السؤال

السلام عليكم..

أريد أن أحكي قصتي وحالتي لعلي أجد تفسيرا واضحا لما يحدث.

عانيت لسنوات من أعراض غريبة: كنت أشعر أنني فقدت القدرة على (العطاء)، كنت أشعر أن روحي توقفت ببساطة أو أنني أموت ببطء، وقد حدث ذلك بعد خوف شديد جاء بعد بعض الضغوطات، وشخصيتي التي كانت حساسة نوعا ما، كنت لا أستطيع الكتابة أو القيام بأي شيء بيدي، كنت أشعر أنها توقفت عن العمل بشكل طبيعي، وكنت أشعر بالتنميل الدائم بها، لم أتحسن بشرب مضادات الاكتئاب التي قد وصفت لي.

استمرت الحالة الغريبة في التدهور، ضعف عام، وتساقط شعر مهول، كان شعري قبل المرض قويا وناعما وفاقع السواد، أصبح يبهت لونه تدريجيا إلى أن صار باهتا وخشنا وخفيفا، جربت جميع الفيتامينات بدون فائدة، شمل التعب كامل جسمي وأصبحت الحركة ثقيلة عند المشي أو الكلام أو التفكير، أصبحت أعيش حياة بطيئة، كنت أشعر أنني أموت ببطء، كنت أشعر بخدر برجلي كلما جلست لبعض الوقت، وضبابية في عيني، ودوخة مستمرة لدرجة أنني كنت لا أستطيع أن أمشي في خط مستقيم، وكل ما يخفف عني كان هو بقائي في السرير.

الحياة أصبحت عندي متعبة، وتمنيت الموت، كنت في السنة الأخيرة من هذه الحالة (٢٠٢٠)، أشعر بنار تحرق جسدي، إحساس قوي بالاحتراق الداخلي، فأظل أحرك رجلي بسرعة لكي أخفف الألم، وكنت أشعر بضغط كبير في رأسي لدرجة شعرت ببعض الهلاوس السمعية والحسية.

جربت العديد من الأدوية منها مضادات الاكتئاب، ومضادات الصرع، ومضادات الالتهاب على مدار السنوات، كنت أسمع لبعض الدكاترة الأجانب وكيف لقوة الإرادة أن تكون علاجا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ارحب بك في الشبكة الإسلامية.

سؤالك المركزي هو هل أنك مريضة بثنائية القطب؟

الجواب: لا.. فمن خلال ما ذكرته من أعراض لا أرى دليلا على أنك تعانين من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، كل الذي ذكرته هو نوع من أعراض القلق الاكتئابي هنا وهناك، موضوع الهلاوس السمعية طبعاً عرض رئيسي، لكن هذه الهلاوس لنصل لحقيقتها تحتاج للمزيد من الاستقصاء، تحتاج إلى المزيد من الاستفسار عنها، وأنا متأكد أن الأطباء الذين قمت بمقابلتهم قد قاموا بذلك، لأنك ذكرت أنك تناولت مضادات الاكتئاب ومضادات الصرع، وأحسب أن ذلك يكون باستشارة الأطباء.

مضادات الصرع طبعاً في معظمها هي مثبتات مزاج أيضاً، بمعنى أن تستعمل كثيراً في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة عقار الصوديوم فالبوريت، وكذلك عقار التجرادول، وكذلك عقار اللاميكتال، فإن كان أحد الأطباء قد ذكر لك أنك تعانين من اضطراب ثنائي القطبية، هذا أمر يجب أن يؤخذ في الحسبان، لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية له درجات، هنالك درجات بسيطة، الدرجة الثانية أو الدرجة الثالثة وهكذا، لكن من خلال ما ذكرته لي من معلومات لا أرى أن هنالك شيئا يجعلني أقتنع بأنك تعانين من ثنائي القطب، لكن طبعاً الإخوة الزملاء الأطباء الذين قاموا بفحصك هم في موقف أفضل كي يعطوك الرأي حول وجود أي ثنائية قطبية أم لا، لأن من رأى ليس كمن سمع.

عموماً: الذي يهمني هو أن تكوني إيجابية في تفكيرك وفي مشاعرك، وأن لا تستكيني ولا تستسلمي لأي فكر سلبي، الله تعالى حباك بأشياء طيبة وجميلة، وأنت في بدايات سن الشباب، لديك طاقات كثيرة والإنسان يمكن أن يغير نفسه، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ومهما كان تشخيصك يجب أن يكون لديك الدافعية نحو التغيير الإيجابي، تنظيم الوقت يعتبر هو الأمر الجوهري لأن ينجح الإنسان في حياته، لأن من يدير وقته يدير حياته، والنقطة المركزية في إدارة الوقت هي تجنب السهر، وأن ينام الإنسان مبكراً، ويستيقظ مبكراً، وقطعاً النوم المبكر يؤدي إلى ترميم كامل لخلايا النفس ولخلايا الجسد، والإنسان حين يستيقظ مبكراً ويؤدي صلاة الفجر أدخل نفسه تحت معية الله، وقطعاً هذا الوقت فيه خير كثير فيه بركة، بورك لأمتي في بكورها، وقد وجد أن الإفرازات الكيميائية الإيجابية تفرز في فترة الصباح، خاصة لدى الشباب، فأرجو أن تجعلي هذا منهجك.

أيضاً ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أراها أمرا طيبا وجميلا، التواصل الاجتماعي الإيجابي، بر الوالدين، وأن تكوني شخصاً فعالاً في أسرتك، هذه كلها علاجات مهمة مهما كان التشخيص، فهذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأرجو مراجعة طبيبك وإفادتي عن رأي الطبيب، والأدوية التي سوف يصفها لك إن كنت في حاجة لدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً